تدبر وتدارس للفائدة:
ما معنى كان أمة؟
"إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
تدبر لأقوال الأئمة حول الآية:
قالوا:
الأمَّة: معلم الخير
الأمة :الإمام القدوة، إمام الهدى الذي تُتَّبع سُنَّته ومِلَّته
أمة : المؤمن وحده في زمانه، كأنه أمة من الأمم فهو وحده ممثل أمة الإسلام في عصره
أو كان أمة وحده: أي كان هو وحده كجماعة وكأمة كاملة من الناس، أي كان جامعا
لصفات الخير التي قلما تجتمع في فرد واحد، ولكنها تجتمع في أمة يبرز فيها
في كل باب فرد، فكان وحده يعدل أمّة من الأمم، لكماله في جميع صفات الخير والبركة..
قال النبي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: (يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ)
واللفظ يشمل آفاق هذا المعنى، حتى بمقاييس الآخرة، كما في الخير والثواب،
فالإمام القدوة له مثل أجر أمته من خلفه!
ومثله قول الشاعر:
وَلَيْسَ عَلَى اللَّهِ بِمُسْتَنْكَرٍ ... أنْ يَجْمَع الْعَالَمَ في وَاحِدِ
وقول البحتري الشاعر:
ولم أر أمثال الرجال تفاوتا ... لدى الفضل حتى عد ألف بواحد
واللفظ يشمل الإمامة كذلك، ولا تعارض بين المعاني بل كلها مكملة متممة لبعضها،
فقد كان عليه السلام إماما بقي ذكره ودعوته للتوحيد عبر العصور وهو من رفع قواعد البيت العتيق..
كان أمة: كان مؤمنا وحده وعلى حدة
ولو سيق اللفظ كإمام فيكون مثل قوله { قَالَ إِنّى جاعلك لِلنَّاسِ إِمَامًا }
فهو إمام "يؤمّه الناس ليأخذوا منه الخير" أو مؤتم به، واللفظ على وزن فعلة بمعنى مفعول
مثل"الرحلة والنخبة"
وقال ابن الأنباري: هذا مثل قول العرب فلان رحمة، وفلان علامة، ونسابة،
ويقصدون بهذا التأنيث قصد التناهي في المعنى الذي يصفونه..
وبمعنى معلم:
قال ابن مسعود: إن معاذا كان أُمَّة قانتا لله حنيفا.. رضي الله عنهما
وَقَدْ يُطْلَقُ لَفْظُ الْأُمَّةِ عَلَى وجوه أخرى:
وَمِنْها: الدين والملة، كقَوْلُهُ تَعَالَى:" إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ "
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: " إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ".
وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى الْحِينَ وَالزَّمَانَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
" وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ "
وَبمعنى الأم يُقَالُ: هَذِهِ أُمَّةُ زَيْدٍ، أَيْ أُمُّ زَيْدٍ.
وَالْأُمَّةُ أَيْضًا: الْقَامَةُ، يُقَالُ: فُلَانٌ
حَسَنُ الْأُمَّةِ، أي حسن القامة ..
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا
حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ
رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق