"إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"...
هذه الآية بها بصائر في خضم الصراعات، سواء الحقيقية منها أو المفتعلة للإلهاء، وفي أتون نيران دعوات شيوع الشرك والفحشاء وظلم النفس أكثر فأكثر،
**وليس معنى أنك واجهة الأحداث أنك على حق!.. ، فقد يتخذ أي كيان ما غرضا، ما دام مناسبا للآخر ، والآخر لا يفكر على سنة الله ورسوله، ويختار حصان طروادة لأنه مناسب كإطار خداعي ..وليس لأنه هو النموذج الإسلامي الصحيح.
**لا مزيد على هذا البيان لتبصير ابن آدم وصلاحه وفلاحه،
سواء في عالم النفس والاجتماع أو السياسة،
وهي عوالم متداخلة، لا تنفك عن بعضها، والعلمانيون العرب الملوثون وحدهم - ومن لف لفهم عندنا - هم من ينكرون وجود هوية للدولة وصبغة وملة ودين حاكم لها، وإن سماها الغرب منظومة معرفية، ومذهبا ماديا، وحلما وحضارة مدنية فلسفية حديثة، وعلمنة وما بعد الحداثة وأفول العلمنة وبيض العولمة ..…
فالقوة دائما ما تؤسس لمنهج، "منهاج" تحميه ويحميها ، وتؤسس لمنطق يشرف على الملل والآراء وعلى كل شيء ...
والقوة أصلا وليدة هذا المنطق أو ممتطية له، ووليدة مذهب معرفي وروحي، ووليدة معتقد حاكم يمنحها المشروعية والآلية والمسكنات… ، مهما تم تسطيحه واختزاله، فله خلفيات وثوابت ...
بمعنى أن كل سياسة لها رؤية وإدراك ومرجعية، ولها معنى عام تخدمه وتفسره، ولها فكر راع للقيم الأساسية بين المتنافسين، أو محافظ على توريثها وبيع الشعوب للوريث، ولديها منهج لحل الاختلافات ولو بالزور والبطش والزعم.. ، وكل سياسة وحقبة تحتضن إطارا فكريا وثقافيا يبرر لها ذلك...دين! بحق أو باطل، سواء سمته هي دينا أم لا، لكنه مطاع، وهو فوق النحل والملل الأخرى التي تحت سلطانه. ويدير تنوعها…
نعود للآية الكريمة :
"إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"...
لا مزيد على هذا البيان لتبصير ابن آدم وصلاحه وفلاحه،
واستحضار التربية على فهم المصلحة الخاصة والعامة معا- فالخطاب للمجموع، والعاقبة لا تستثني أحدا- وبناء روح المسؤولية الجماعية، وروح المبادرة واليقظة الدائمة، ووضع عناوين التنازع في موضعها دون تمييع، ولم يحدث أن تميعت هذه العناوين والأوصاف والأسماء في أحلك الظروف، لا في مكة والحبشة وحصار المدينة .. ولا في أوسطها في الحديبية أو غيرها…كما يدعي المعوقون المائعون.. و هذه الآية واضحة في مقتضياتها العملية والعلمية قبلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق