" حتى تتبع ملتهم"
مراحل من الطرفين... والعاقل يبصر عند أول الطريق الآخر..
في أحيان قليلة يتم تمديد العقد للصعاليك ويغيرون المكياج والمساحيق.. ، لكن عادة:
عندما يتم تجاوز مرحلة انحطاط إلى الدركة الأسفل منها يتم إلقاء صعاليك المرحلة المنقضية، وهم الذين برروا لها أو الذين نظروا للتشكيك في مدى سوادها وشرها، كالمفراك الفتان، الذي يفشل كل إفاقة للعقل ويحرف مسار أي هزة للوجدان، ويعود إلى دوامة التيه ويعيد.
ومعهم الذين قاربوا نحو الأباطيل، فأطالوا عمر الباطل، وأعطوا المأزوم المعدوم نفسا وجرعة تخفيف وأساسا،
ومعهم المطيباتية، وممثلي مسرحية المعارضة من داخل المعبد- معنويا وليس رسميا - ووجود هؤلاء كطرف عبيط خارج المنظومة كان يستهلك العقول والأعمار ، وكان أمرا حيويا للتخدير، ولكن بقاءهم أنفسهم دون تغير شبه مستحيل، لأن الشيطان يريد المزيد، ولابد للساقطة من خطاب جديد ووجه جديد لتسوق شيئا مختلفا…
ويتم إلقاء كهنة المائدة على جانبي رب الأسرة، سواء جوقة اليمين أو اليسار، الكهان دينيا أو الكهان دنيويا، الجميع يلقون عند بداية الموسم، كالقمامة في مكب النفايات والزبالة، ويتم اعتبارهم متطرفين ورجعيين.. ، وضد الرشاد الفرعوني المتجدد، وتتم محاربتهم بنفس الطريقة التي عملوا بها -عن ضلال أو جحود ونكران- ضد أهل الحق، كأنما يجازون من جنس أعمالهم في الدنيا، ويذوقون ما فعلوه بغيرهم وبنتاج غيرهم، ولا كرامة..
وحتى من مات منهم يهال النكال على قبره وكتبه، دون عرفان طبعا، فهم ليسوا في عالم القيم والمثل، بل في صف الشياطين التي لا تشبع ولا تفي بوعد " ووعدتكم فأخلفتكم" ،
ويأتي من هو أخس، ممن تنازلوا أكثر، ليلقي الحجارة على سابقه من المرتزقة والسفهاء حيا، أو يرميها على قبره ميتا، كأن المنظر السابق والمفكر والفقيه السابقين عار وجرب وشنار ، ويلزم تسلقهم للصعود نحو الهاوية الجديدة ....
والمستعبد لهم بالعصا والجزرة يتفرج ويفرك يديه جذلا طروبا...
ويبقى الفضل فضلا، سامقا باسقا نقيا، يزداد صاحبه بتضحياته عزة، ويظهر صدقه ولو بعد فترة، فلم يقر أهل الفضل الغرباء لهؤلاء الذين بالوا على الكتب بالحق في الابتذال باسم الدين والإنسانية يوما، بل كشفوا حقيقتهم وعاقبتهم دوما، ولم يخشوهم ولم يداهنوهم من أول لحظة، ولا ميعوا السبل إزاءهم مطلقا،
وربما يجد الفضل أبناء كراما بررة يحملونه في قلوبهم ويعيدونه للصدارة...في حين يختفي المسخ الهجين، ولا يفتش عنه إلا الباحثون في القمامة.. ، وتنقضي الحاجة للطفرات الوقتية..
وشتان بين من يألمون ويرجون من الله تعالى جزاء ورحمة، ويتوسلون بما قدموه وبذلوه، وبين من يألمون لأن إبليس استغنى عنهم، وسفه نتاجهم علميا وعمليا، وجحد فضلهم عليه، ولأنهم بحثوا عن نموذج ضال وخابت مساعيهم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق