التأوه و الأنين للمريض..الجزء الثاني
هناك من نهوا عن ألوان من التشكي ولو بدون تسخط، نهيا عنها لذاتها،
والاختيار الذي أوردته أعلاه هو ما أحسبه صوابا والله تعالى أعلم...
ولعل القصد هو النهي عن التسخط وعن كل ما يوحي بذلك كما وكيفا ومقاما..أي حسب تناسب حجم الشكوى ونوعها ووضع الشاكي وسامعيه...، ولو بدون عمل القلب،
فالنهي من حيث كثرة الشكاية واجترارها، والمبالغة في ألفاظ العناء وأساليب الأنين فوق الموجود فعلا..،
والنهي من حيث كون المبالغة في الأنين والتشكي تساهم في بث الضجر واليأس والجزع والإحباط، وهذا يحدث ولو بدون تسخط داخلي ..
لأن الألفاظ والمظاهر والممارسات عبارة عن تلقين للداخل ودعاية ومطارق تجلب السخط خلفها للعقل والنفس، وتغرس في القلب تقمص دور الضحية لينهار ويبرر ويستلمه الشيطان... وتغرس فيه التعاطف مع النفس بشكل سلبي وسوداوي ..،
فتستجلب الاكتئاب والقنوط للباطن واللاوعي بمداومتها ، وتسمم الجو، وتلهي عن الذكر، وتشمت الأعادي وتفتن ضعاف المحبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق