هل نحاسب على النية..
"إن تبدوا شيئا أو تخفوه… " سورة الأحزاب..
الكلام في سياقه في السورة الكريمة جاء بعد الأوامر الربانية الظاهرة، لتحري تطبيقها، شاملا تطبيق الجانب الخفي القلبي من العبادة، للبعد عن النفاق والخداع والتحايل والرياء والتفلت وغير ذلك… وكلها أمور قلبية يحاسب المرء عليها…
وهنا نقاط :
..ليس كل ما في النفس معفوا عنه..نسأل الله السلامة..
حديث النفس والخطرات والوساوس وما شابه فقط معفو عنها.
بقية ما في النفس من عزيمة وأحوال قلبية خفية يحاسب ابن آدم عليها..
والظن بأن المرء محاسب فقط على اللفظ والفعل كأنه آلة، وليس محاسبا على "عمل القلب" وعلى ما يكن صدره، سواء أثناء الطاعة أو أثناء المعصية ظن خاطئ، وفهم غير مكتمل للأحاديث الشريفة، يترك بعضها حجة عليه ..
فهناك آيات وأحاديث وآثار للأئمة الأعلام وبدهيات توضح أن المرء محاسب على صحة ما بصدره ، ومسؤول عن فكره وتصوره وعقيدته وعن ظنه بربه، وعن صفاء قلبه وكدرته، ومشاعره التي تمس دينه.. فهي إرادية وليست جبلية ولا جبرية..
أثناء الطاعة هو محاسب على إخلاصه أو ريائه، وعلى درجة يقينه أو نفاقه وهو يطيع، ودرجة انكساره وحرصه على الطاعة بلا تحايل وبدون مخادعة وتملص وتقاعس..
وعند المعصية هو لا يحاسب على الوسواس والهم العارض المدفوع ، لكنه محاسب -ولو لم يفعل المعصية- على نيته وتمنيه المعصية، هذا لو تجاوزت نيته مرحلة الخاطر، ووصلت لاستقرار الرغبة داخله، والتشوف لها، وتحولت الأمنية لعزيمة مؤجلة ولهمة وحرص و إرادة داخل قلبه، رغم أنها قلبية ، ورغم كونها خفية، لا يطلع عليها إلا الله تعالى..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق