العلامات الربانية التي تمر بها الأفلاك حولنا هذه الأيام دالة بلا شك على عظمة الخلاق العليم، وعلى قوته وحلمه وعلمه سبحانه،
ودالة على صغر الإنسان، كل الإنسان...
وجلال هذه الأحداث الفلكية الكونية يشير لضآلة البشر بكوكبهم وبمجموعتهم الشمسية كلها، وخلق السماوات أكبر من خلق الناس… "ولكن أكثر الناس لا يعلمون"،
ويشير لقصر عمرهم وضآلة رحلتهم عبر الزمان كذلك، كخفتهم في عالم المكان…. أقل من جناح بعوضة في جانب الخلق ..بحسابات الفلك ومساحاته وأعماره وأعماقه وأسراره ..…
ولا قيمة للعباد إلا بتكريم الله تعالى لهم، ولاصطفائه لمن شاء منهم، ولرزقه إياهم الإيمان ونوره … توحيدا وتواصيا بالحق وجهادا واستعلاء فوق الألم وصبرا وشكرا واستعلاء فوق الشح وحظ النفس...، هنا تخرج مما هو أضل من العجماوات والجمادات ومن الحيوانية الدنيا ومن الطين ومن أسفل سافلين…
ويشير جلال الآية في الحدث الفلكي المعجز لأن هذا المخلوق قصاراه إيذاء نفسه ..مهما ظن نفسه قادرا، ومهما جادل وألحد وكابر وعاند...
ومن فتح له مولاه وشرح صدره للحق والروح والحياة والنور هداه… ومن أضله أعماه…
هذه الآيات الفلكية العظيمة لها دلالات وعبر لأولي الأبصار، وتحمل عظات عامة، وربما خاصة كذلك .. ولعل في تلاوة سورة آل عمران، تلمسا للمعاني العامة، هذا لمن لم يستطع ختم المصحف واستعراضه كاملا، تدبرا وتلمسا للفهم، ونحن بحاجة لذلك.. وقد فعلها الأئمة فيما هو فرع من ذلك..فكيف بنا مع رؤوس الجهال وأئمة الضلال والكتمان والافتتان، لعل في هذا مشكاة لهذه الأرواح.. وأما العلامات الخاصة لهذه الأحداث فهي للتدارس ، من الكتب التسعة وغيرها وشروحها بميزان أصولي عاقل ومعتقد سوي كامل وفهم صحيح للواقع.. ، فقد يأتي تأويلها، ولرد تأويلها تلزم دراستها أيضا.. والبركة باقية بها،
وهذه نصيحة لا تعيق عن غيرها من أعمال، فالساعي يبارك الله تعالى له في وقته وجهده وفهمه...والراغب في الإخلاد والراحة يصبح وعاء بلا بصيرة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق