كما يمنح الحياة وحده فهو يسلبها متى شاء.. فكل شيء إذا بيده تعالى..فاعبده حق عبادته.
(الحي) هو الباقي الدائم على الأبد سبحانه.
والحي من أعظم أسماء الله الحسنى، وقال بعض أهل العلم لعله هو الاسم الأعظم.
وقال بعضهم أن
اسم ((الحي)) سبحانه هو اسم يقتضي كل صفات الكمال والحسن، ولو اكتفي باسم واحد فقط يلزم منه كل وصف لكان اسم (الحي) .. سبحانه.
الحي سبحانه هو ذو الحياة الذاتية وحده، ((وأما حياة كل ما سوى الله فإنما هي من عند الله، فهو الذي يحيي ويميت، وغيره لا يحيي و يميت)) . ولهذا يذكر اسم الحي كدليل استحقاق للعبودية في آية الكرسي.. وتنبه لذلك الوجه الصديق رضي الله عنه فثبت وثبت الأمة تجاه المعبود الحق بعد مصيبة وفاة الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ..
يذكرك اسم الحي سبحانه بالضد.. بالبشر المغرورين الموتى عاجلا أو آجلا.. رغم أن حياتهم أصلا ليست كحياة الحي القيوم تعالى... وأنها حياة لمخلوق وممنوحة ليست ذاتية،لم يهبوها لذاتهم ولا يملكون رد الموت عنها.
ولا نظير ولا شريك للحي سبحانه.. لهذا فمن يتأله كائنا من كان فإنه مكفور به لزاما ليصح توحيد العبد وليصح اجتنابه للأنداد وكفره بالطغيان.
فمن جعل نفسه ربا بالزعم أو إلها بالوهم ومعبودا للقوم بالتدجيل، وكذا من حرم وأحل وحرف ولوى وألزم الناس بكلامه فهو طاغ عال في الأرض.
ومن جعل لنفسه الطاعة وعقد المناصرة على هواه هو.
ومن رضي الاحتكام لما ارتآه هو من تقنين وتخبيل.
ومن استباح التنسك بشرعة لفقها وملة زورها أو معايير للقيم وضعها او اختارها هو ..العبد الضئيل.
ومن سوغ العيش بمنهاج انتحله هو كمرجعية عليا بلا تحكيم للوحي .. كل من هؤلاء الصغار مستكبر عات وهو متجاوز لحده منازع للحي تعالى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق