-2-
في سورة الكهف :
"وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا"..
.. وماذا بعد ..
هل سيظل الحال هكذا..
وهل هي مشكلة بعض معاص ولمم قليل، وبذلك تسير معها الحياة بالوعظ فقط، ولا تنهار الأمم وتقع في الهاوية دنيويا وتخسر دينيا خسرانا مبينا..
وهل سيسمح لك هذا الذي لن يهتدي أبدا وقلبه محجوب وأذنه فيها وقر بأن تعلم الصواب وتربي على كامل الكتاب لتقوض قوائم عرشه بعد حين...
وهل هذا هو أمر الله سبحانه وتعالى أم يكذب بعضهم على الله ، ثم على بعض..
وهل نموذج نوح عليه السلام هو الأوحد.. كلا… وحتى ذاك النموذج تلاه طوفان خالد… فهل الأمة التي أمرت بفعل مختلف ، ووعدها الله سبحانه بتأييد من عنده، وتوعد المنخذل منها والمخذل له مثلها مثل أمة سابقة أمرت بالصبر لأن هناك تدخلا من عند من في السماء بطوفان…
وهل يتم تنزيل واقع ملفق من كل عهد ومرحلة للخروج بنتيجة مشوهة جامدة سلبية ومضيعة للعمر والملة،
" فلن يهتدوا إذا أبدا.. "
فهل تتوقف الحياة للإيمان بسبهم ..كلا..
هناك عدة نماذج مشروعة :
قبلها في سورة الكهف كان هناك نموذج لمسار شرعي لمؤمنين اعتزلوا في كهفهم بعيدا عن هذا الانحدار ، ليس عن فتنة التباس، لكن عن غربة عميقة واضح فيها حقها وباطلها، وهو نموذج يعيبه السفهاء لفظا ومعنى، ويعتبرونه عيبا وسبة، رغم وروده في الكتاب والسنة، وذكره على لسان السلف في مراحل وأحوال وأزمان معينة،
والعيب هو تعميم نموذج الاعتزال وجعله هو الحل الأوحد، وإسقاط فرائض أخرى واجبة حسب الحال لتغيير كل شيء…
والعيب كذلك هو شيوخ ضلال يقومون بوصف سلبيتهم وكتمانهم الحق بأنها دعوة.. ووصف حالهم مع فراعنتهم والملأ والقوم المستخفين بأنه اعتزال لفتنة ملتبسة بين مسلمين وهذا تدليس وإضلال للناس وتغرير فاحش بتبديل حقيقة الدين والإسلام وجعلها فقط كلمة باللسان وكل ما سواها مختلف فيه!! ...
وهناك نماذج أخرى للخروج من هذا الجمود، فهذا تمهيد لبيان ما لم يكن قد فرض بعد على المؤمنين في مكة..
فسيأتي ذكر حلين على يد ذي القرنين! وحلول أخرى قدرية كإهلاك القرى عموما ..وكل بموعد ..
وكذلك مواقف الخضر، كمثال آخر ليد القدر ، التي تحول المسار للغافل والعاجز والناشئ، ولو بدون علمه ، ولو كان ظاهرها ضرر عابر أو مصلحة تبدو بسيطة ساعتها .... وغير ذلك للمستبصر...
يتبع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق