الحداثة 3:
لا أعتقد أن الضغط النفسي بالتعبيرات البراقة، مثل تجديد وجنون وتميز ووو يؤثر في العقلاء.. فالقرف يظل مقرفا، والسيء يظل رديئا…
وبعيدا عن المثال، نتاج الحداثة:
فالتشوه في الذوق وتدهور المعايير واضح في الفنون كافة، وهذا هو عفن الثمرة المعطوبة، وهو عفن تلقائي متوقع، فالحداثة في جوهرها لوثة فكرية ونفسية، وعطب فطري وارتكاس قديم، لأسفل سافلين، ولهاث نحو المحرم والشاذ عموما.. وهي تتلف الذوق لاحقا إتلافا حقيقيا، فيعجب بالقبح دون تصنع، وتمسخ العقل، فيصير الفهم منكوسا مطموسا،
وكم من متفوق رأيته كالبلهاء الجهال بعد فترة له في هذا الطريق، وهذا على دركات ومراحل،
والتكرار يتلف القلب بمرور الوقت، وبالميل والألفة والريبة ، وهذا دور شيطان الإعلام والثقافة والقهر المادي، حيث يألف المتفرج والمتعرض ما كان يأنفه قبلا.... فنهايته إذا خضع لمعاييرهم -عادة -وخيمة، مثل كل جري وراء الهوى، يبدأ بخاطرة وتجربة، وينتهي باستسلام وإدمان وتملك، وعندما ينتن المزاج العام يكون النتاج الحضاري مشوها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق