النفس لا ترتاح مهما لبيت مطالبها، مهما استجبت لنزعاتها ونزغها.. لا تشبع ولا تكتفي، ولا تقر ولا تهدأ ولا تهنأ ..بل غايتها أن تمل وتسأم، وأن تتشوف للمزيد وللتبديل والشطط، وللشعور بالفقد والعوز والفاقة ..أو أن تلح في الألم والتحزن… فلا سبيل لإسكاتها بترضيتها ...
لا ينعتق الإنسان يا أخي العزيز ولا تهدأ روحه إلا مع الحنيفية السمحة... حنيفية… وسمحة… مهما كان حاله وألمه فروحه حينئذ ترفرف وتشتاق وتعرف! ووساده طمأنينة ورجاء...وأما الراحات والمكاسب وتجاهل الفطرة والضمير فهذه عوالم كالإدمان والسرطان.. ظاهرها ليس كباطنها، وآخرها يلعن أولها..
شيء يعيش داخل وهم وفقاعة،
داخل معايير من الهراء المادي والخواء المعنوي، والخداع الذاتي…!
دوران.. وخلل..
خيال يحياه كحقيقة،
وحقيقة يسميها بغير اسمها، لكي يبتلعها،
ويكلف ذاته في القيد النفسي شططا! ليقنعها وليقنع العالم بأنه على صواب،
ويريد الخروج من قيده إلى أسر حلم ثان!
سراب حقيقي الملمس وهمي المذاق مملول الحصول،
أمل خاطئ لظامئ جاهل،
ما هو إلا وهم آخر وقيد أنيق.. كل من حصلوه ملوه وعانوا منه، وداروا في حلقة مفرغة أو في ضلالة مزينة وهباء منثور...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق