بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 يونيو 2025

موعظة للصبر في الأيام العشر

وضعك الأفضل هو الذي تجد فيه الطمأنينة رغم المحن. هو ما خلقت له. وهو الحال المثالي أو الطبيعي كما يسمونه.. تكون عابدا لله مسلما له ككل الكون طوعا وكرها. 

وكلما كنت سليم الفطرة بترك الهوى زاد فهمك للقرآن الكريم وتزودك من عطاياه وكنوزه التي لا تبلى ولا تنتهي، وهنا تثبت وتحافظ على حالك بل ترتقي ..


أمام سقف العظمة تنبهر فكيف بما لا حد له. وأمام سقف الجمال الذي تظنه كمالا تقف روحك ويتوقف قلبك ليسجد للخلاق فكيف بجماله. 



أخي المطهر إن شاء الله بعث للفقير أنه في ظلمة محصور وقد عجز عن الحج وعما هو أولى عند الله تعالى وأقرب مرضاة من ذروة السنام وتطهير كل حبات الرمال.. 


الحمد لله رب العالمين.. قيدنا الذنب والمرض نستغفر الله تعالى ونسأله عفوا وتوبة وعافية وصدقا.. ولعلنا نواسيك.. 



هذا المؤمن الذي تشرف بسجدة الملائكة بأمر رب العالمين ، وتشرف بكل تكريم الرب الجليل الواسع، بالوجود والسيادة والاستخلاف والأمانة والحرية الباهرة وحسن الصورة ولذائذ إدراك لا يكاد يذكرها يظنها عادية ويستحيل عليه حصرها، وأعلى شيء معرفته بربه وكلامه .. هل يختار بهذه الإرادة بعد كل هذا الحب والإكرام طريق الشر والكفران والخضوع... بل يتشهد ويثبت، ويرى الكون روعة الإيمان وسبب الخلق لهذا الناطق بلا إله إلا الله وحده لا شريك له وسط بني جنسه وشدة محبته لربه..

لماذا اختار سيدنا بلال رضي الله عنه التجلد، رغم الثمن الدنيوي ورغم الألم المادي. ولماذا اختار السحرة الذين تابوا- بعد تهديدهم بهذه العقوبة الجائرة- هذا الخيار الذي بدا مؤلما جدا - وهو كذلك- لكنه كذلك! عند المبصر العاقل أهون بما لا يقاس.. والبديل له قبيح بلا قاع، بلا حد لقبحه، ويستحيل قبوله أو تنازل الروح عن الحق.. ساعتها يهون الموت ويلذ...



حتى المكره تجد قلبه يختار طمأنينة الإيمان... والمضطر لدفع ثمن: حتما يراه صعبا، ولكنه عابر ذاهب وسطحي دنيوي. فليس بؤسه فقط بؤسا تافها مقارنة بالأبد وبالخلود، فلا مقابلة بينهما.



... فكل يهون مقارنة بفارق شعورك بأن الله تعالى معك أيها المؤمن بشكل خاص، وأنك أخيرا وصلت إلى صراط الخلاق العليم الأول والآخر والظاهر والباطن، وتناجيه ليقبلك.




أراك تلهم وترحم وتوفق وتمسك بطرف عقد نوراني، وتحس برد اليقين وقوة الحقيقة فتتصبر بالله وتتجاوز بنعمته وهو الكريم.



.. هذا يتخطى تحمل الصبر كجراحة وكدواء وإزالة شوكة.. هذا هو المقام الأول والأعلى، مقام الرضا والشكر. حين يكون الولي الصالح فعلا شاعرا بقمة حلاوة الإيمان ومنته.

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق