هناك كتاب اسمه سنوات بلا قرار. اسمه ملهم. بغض النظر عن قصته.
ويمكن لكل رمز معروف التسبب في استمرار الشلل والتبريد وكبح التغير، بمجرد تردده أو خوفه من نزع المشروعية عن المبطلين.. وبعدم إعلانه موقفا تجاه الواقع الذي جد، وانكشاف معطيات توجب على الكافة صغارا وكبارا البدء في تكوين رؤية مختلفة للخلاص.. وإلا فقد تستمر حالة الانحدار والهوة ستتسع..
أما المشارك في التشكيك والتنظير وتسويغ حالهم فهذا منهم..
هذا بفرض أن أولهما مشكلته كانت جهلا بعمق الشرور الواقعة وسذاجة التحليل..
وقد هاجر أحد الرموز منذ قرن من الزمان ساعة عجزه عن الصدع ،ومما رواه معارفه أنه بات جائعا، فكان يقول هذا خير من تأييد الظالمين. فما بالك بعد انكشاف أن الموضوع محو وتبديل.
فقس مثل هذا الوقت.. /
كل تغير عالمي عامة وكل تغير إقليمي خاصة يؤثر فينا، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو ميدانيا أو جيوفيزيائيا… ما تراه يحدث حثيثا ويقال، أو يقال عكسه، من تخوم الدردنيل لأعالي النيل، ومن الماء للماء، ولا توجد بقعة معزولة داخليا ولا غيره… كل أمر يؤثر في كل دول المنطقة، وهناك سياق حلحلة لا يتوقف، حتى لو لم نفهم كل تفاصيله، ولو لم يدر صانعوه مآله، وللمرة العاشرة تقريبا نقول لإخواننا مضطرين، بعد الاستهلال" غيروا المعادلات القديمة وصححوا نظرتكم العامة بما تبين لكم" ; نقول مجددا : وكأن السيولة هي قدر المرحلة، ولن يسلم منها شكل ولا جوهر، وبالمناسبة.. هذا لا يحتم يقينا قراءتها بمنظور فقه أواخر الزمان وإن كان محتملا بقوة بلا شك، ولسنا مسؤولين عمن تعني له هذه الكلمة خلاف حقيقتها أو من لديه هواجس وتصورات مخلوطة ظاهرية عنها، وبالمناسبة الأخرى: هذا ليس محل تسلية عابرة ومتعة ذهنية ونشوة سطحية، لا تعبيرا ولا حقيقة، في أي من مراحله، هي بكل الاعتبارات حقبة جد واعتصام بالله ولجأ واستغفار ولا سعة فيها للذاتية والاستخفاف، أكثر من غيرها لصعوبتها، وليست هذه القراءات مهربا بالضرورة، لتقول: خلينا نخلص، فلست ضامنا للجنة، بل قل: يا رب سلم، اللهم ثبتنا، اللهم اهدنا، اللهم استعملنا، وإن شئت فتشوق تشوق أنس بن النضر رضي الله عنه، وهو اللاهج بالذكر الصادق بالفعل، أما المتعة الذهنية واحتراف الكلام فقد يكونان وبالا على صاحبهما.
أعني أن من يقول الحق لغير وجه الحق، ومن يطرح قضايا ضخمة لمجرد الفضول العلمي والفذلكة، بلا ورع ولا رجاء لرب الأرض والسماء، أو لمجرد
نيل الإعجاب -لو كان هاويا للكتابة- أو تحقيق الذات لو كان متربحا محترفا ..
كل هؤلاء على شفا جرف هار، ويعبثون بالمعاني الكبار، ولا يرجون لله وقارا..ويطرحون الأحوال لاعبين،ويعبرون عنها بقول أكشن وو ...بخفة لا بوجل واجب، ونسأل الله لنا ولهم العافية من هذا..
"اللهم لاتحرمنا بركة ما أعطيتنا، ولاتفتنا فيما منعتنا "
" أنت يارب رجاؤنا الوحيد ... إن أكرمتنا فذاك ... وإلا ... فخاب المساكين وضاع العمر .."
.. يفتقر إليك الماء في الرواء، و الدواء في الشفاء..
لا شيء قبلك ولا شيء بعدك،
أقم قلوبنا على مرادك،
وارض عنا،
وتقبل ما صلح، وتجاوز وأزل هم القلب""
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق