تعود من رحلة فتجد رسالة مكتوبة لك أو وجبة طعام وضعت لأجلك، فلا تقول هذه صدفة عشوائية، بل توقن بعقلك أن أهلك أحضروها لك قبل خروجهم، رغم أنك لم ترهم.. ورغم أن تعقيد تحضيرات الخلق لك أكبر بترليون مرة، فاعتبره مثلا.. إذا لو حدث شيء ستطلب من ترى آثار إيجاده وتدبيره سبحانه، من يصحبك في السفر ويخلفك في الأهل ويحيط بكل شيء رحمة وعلما.. هو نعم المعين، تسأله قبل الأمور وبعدها!
تجلس وحدك ولكنك تعلم أنك متصل، وأن الانترنت غير معطلة فتطمئن، رغم أنك لا ترى الموجات ولا ذات الطرف الآخر، بل تحس آثارا لفعله فتشعر بالأنس و المعية، وتحس بالصلة بالطرف الآخر رغم تباينكما، بل وتدرك قدرته على أنواع من المعونة ومن التحكم عن بعد أحيانا، كل هذا لوجود الاتصال فاعلا قابلا مفتحا! ، ولأنك تعلم أن لصفاته أثرا، فمن هو أوجدك وصنعك أولى بذلك!
من ينشئ كل هذا ويسير هذه المقادير العجيبة التي تجعلك تندهش من انقلاب سحر على ساحر، أو وجود لطف ومتكأ لمن لا سبب لديه!
من لا يترك ذرة ولا قطرة من كونه لحظة ومن علم فهم... فهم أنه كون لا ينشئ ذاته ولا يدير نفسه ولا يجمع ذراته ولا يفككها، ولا يشرف على طاقته وإدارته بل هو مسخر خاضع مربوب.
لا تكن مع القساة الجاحدين أو اللاهين السكارى خلف هواهم، احفظ الله تجده تجاهك ، هو معك لا يدعك طرفة عين، ويحفظك دوما ويبتليك ويثيبك ولا يطردك، هو محيط بك، يراك ويرعاك. فهو أولى وأجدر برقابة نفسك وصحبتها وركوعها أمامه تعالى..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق