قالت : ترى... هل أرى في حياتي يوم نصر، هل أرى في حياتي يوم عز..يوم حرية، يوم كرامة، يوم أمن، يوم راحة من الكبد والحزن... أم أراه في جنان الخلد، ويكون ذاك لمن بعدي...
هل قالتها نفس أحد المستضعفين، وهم قليل، أذلة؟ ربما .. وهم يخافون أن يتخطفهم الناس، وهم مبتلون بالخوف والجوع والحصار ومرارته، وهم مختبرون بنقص الأنفس وذهابها، وهم ممتحنون بالفقر وعنائه..
لكن بعد سنوات مع نور القرآن والحكمة والتزكية وتفتح البصائر وتنزل الرحمة والسكينة وشرح الصدور والربط على القلوب وتغير النفوس وسموها بالطمأنينة لم يعد هذا السؤال ملحا بذات الدرجة عند الصفوة من السابقين المقربين ثم أصحاب اليمين.. ولا عاد هو البرهان الثاني وقرة العين.. وتجلي اليقين التام في الأرواح وتغلغل في الأفكار وصاروا هم محور التثبيت لمن حولهم وخلفوا نبيهم وحبيبهم ومعلمهم بخير صلى الله عليه وسلم ،
وصارت البصائر جلية شفيفة، وصار همهم الصدق مع الله في ميزان العمل، ودوام المحبة، واستمرار الرجاء والإشفاق والخشية .. الصبر الإيجابي الصحيح، والأنس بالله العلي العظيم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق