بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 31 مايو 2025

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه* هذا كلام المتنبي، وهو صادق. وأظن العكس صحيحا بشكل ما، فالمبالغة في سوء الظن تؤدي ضمنا إلى الرضا عن النفس أو التجاوز معها، وتؤدي إلى عدم التدقيق في محاسبتها..

 إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه*

هذا كلام المتنبي، وهو صادق. وأظن العكس صحيحا بشكل ما، فالمبالغة في سوء الظن تؤدي ضمنا إلى الرضا عن النفس أو التجاوز معها، وتؤدي إلى عدم التدقيق في محاسبتها.. 



ولا يمكن أن تعتبر نفسك زكية وتستحق الجنة حالا وأفضل الموجود، فتتغافل عن أن مهمتك المستمرة هي تحسينها في طريق العبودية، ومنها عبودية المعاملات بلا شك، وهي شاملة للمعاملة المشروعة مع النفس قبل الناس، وما ينجيك هو تصفيتها وتزكيتها وكفها عن الهوى، وذلك بمحاسبتها وتحسينها وتنقيتها، ومن ثم الترقي بها. 




 وتربية النفس تكون بتذكيرها بالرجاء والخشية معا ، ولومها إذا طاشت، وبالتعلم المتواصل لأجل تصحيح المواقف والأعمال، وبدوام التهذيب والترويض. 




 الذكر بقلب حاضر يجعل النفس في حالة شكر وأدب وعرفان، مقبلة على الصبر والطاعة رغبة في الرضوان، متقدمة بالتوحيد واجتناب الأنداد، وبالتكميل والتجميل بالنوافل والبذل، ويصير كله شغلها وعالمها الجديد، يبدأ تكليفا ويصير مفعما بحب وإخلاص أكثر فأكثر .. إلى آخر عمرك. 




من سيعرفك مقامك هو من يعلم حالها خيرا منك. وسيشهدك على ذاتك وأنك عملت ونويت، فتعترف بأنك عوملت بالكرم والحب، فلو كنت محبا من السعداء وقابلت الإحسان بالإحسان فقد فزت بحسن العاقبة... ولا تقلق، فهناك فضل بعد العدل، وهناك جزيل عفو ومغفرة. 






... لكن الغفور الودود البر الرحيم هو من قال لك ما معناه قم واجتهد وتحل بالخشوع والإجلال والصفاء والإقبال وبالحب، واسع للآخرة، واعمل بالحق وقل طيبا، واجتنب غضبه وتب فورا إذا زللت وأحسن، لتذهب السيئة، ولا خوف عليك ولا حزن بعد، واستبشر ببيعك. وهكذا عاش الموفقون وأكرموا نفوسهم وراوحوا بين الإجلال والطمانينة .. فهناك توازن.... 





مع الصدق يسهل عليك بفضل الله كل هذا الذي تخاف ولا يصير كبيرا، وتقبل على أعلى الأمور بقلب محب، وتنال الأنس وتذوق السكينة وحلاوة الإيمان ....  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق