بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 16 مايو 2025

نص نفيس من زهرة التفاسير

 أولا قبل النص تذكر ..

يمكنك أن تبكي مع كل مواقف غضب الله تعالى إجلالا وإشفاقا إحقاقا للحق وجثوا على ركبتيك كما يفعل أطهر الناس يوم القيامة... لكنك بحاجة إلى قلب. وعقل لم يغلقه الحجاب الأسود للهوى ويضيق خياراته.. 


هذا لمن قال لماذا يبكون مع آيات فيها وجل لا تشبه حالهم.


انظر : 

((ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم))

..

في كتاب زهرة التفاسير :


((قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا 

ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري))


 نفوا أنهم أخلفوا موعدهم مختارين مريدين؛ بل كانوا تحت تأثير إغراء شديد؛ وتضليل كبير؛ وعبروا عن فقدهم لإرادتهم الحرة الخالية من الإغراء؛ بقول: "بملكنا "؛ قرئت بفتح الميم؛ وبكسرها؛ وبضمها؛ والمراد أنهم ما أخلفوا وعدك في الوحدانية واستقامة النفس والفكر بإرادتهم الحرة المختارة؛ ولكن بإغراء.


وفي هذا اعتراف بالجريمة؛ واعتراف آخر بأنهم ارتكبوها وإرادتهم مسلوبة بإغراء شديد؛ ولو كانوا أمام قاض من قضاة الدنيا لأخذهم باعترافهم؛ واعتذارهم بأنهم كانوا مغرورين ومخدوعين لا يخليهم من العقاب؛ بل يقرره عليهم؛ ويثبته؛ فالعبرة في الجريمة بالاختيار؛ وقد كان الاختيار من غير إكراه؛ ولا يعد الغرور إكراها؛ وخصوصا أنهم هم الذين قدموا سبب التضليل؛ 





... قالوا: ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري الاستدراك هنا استدراك من اعترافهم؛ يتضمن الاعتذار عن ضعف إرادتهم؛ وضلال نفوسهم؛ وهو اعتذار سخيف؛ كشأن بني.. في كل الأزمان؛ 









""...... 



.. كذلك ألقى السامري وتدل الروايات على أن قذفهم لها كان في النار؛ لتصهر؛ وفعل السامري مثلهم؛ وقد كان دبر ذلك معهم؛ ويروى أنه قال لهم: إن موسى يلومنا على ما أخذنا من زينة القوم؛ فلنلقها في النار لتصهر؛ ولا يراها.


وإن هذا يدل على أنه كانت إرادة؛ وأنه كان إصرار على الجريمة؛ وأنهم سلكوا الطريق إلى أسبابها؛ من أوله إلى آخره.


وإذا كانت الجريمة عبادة العجل؛ فقد وضعوا السبب الأول لصناعته؛ وتولى كبر الصناعة السامري؛ ودعاهم إلى عبادته؛ فعبدوه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق