سيدنا إبراهيم عليه السلام قال:
﴿خَلَقَنِي﴾ بِلَفْظِ الماضِي
وقالَ: ﴿يَهْدِينِ﴾
بِلَفْظِ يفيد التجدد للمضارع و المُسْتَقْبَلِ.
والسَّبَبُ في ذَلِكَ أنَّ خَلْقَ الذّاتِ لا يَتَجَدَّدُ في الدُّنْيا..
أمّا هِدايَتُهُ تَعالى فَهي مِمّا يَتَكَرَّرُ كُلَّ حِينٍ وأوانٍ سَواءً كانَ ذَلِكَ هِدايَةً في المَنافِعِ الدُّنْيَوِيَّةِ أو الدينية... وأنَّهُ يَهْدِيهِ إلى مَصالِحِ الدِّينِ والدُّنْيا بِضُرُوبِ الهِداياتِ في كُلِّ لَحْظَةٍ ولَمْحَةٍ.
ونسب الموت إلى الله تعالى مباشرة مع جملة النعم لأنَّ المَوْتَ لَيْسَ بِضَرَرٍ على التحقيق للمؤمن، ولأن شَرْطَ كَوْنِهِ ضَرَرًا وُقُوعُ الإحْساسِ بِهِ، وحالَ حُصُولِ المَوْتِ لا يَقَعُ الإحْساسُ بِهِ، إنَّما الضَّرَرُ في مُقَدِّماتِهِ وذَلِكَ هو عَيْنُ المَرَضِ.
... لأنك قَدْ عَرَفْتَ أنَّ الأرْواحَ إذا كَمُلَتْ في العُلُومِ والأخْلاقِ كانَ بَقاؤُها في هَذِهِ الأجْسادِ موطن كدر وضَّرَرِ وبلاء أصلا، وخلاصَها إلى منزلها الأول في الجنة عَيْنَ السَّعادَةِ وخاتمة
للامتحان بالحسنى.
﴿والَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ﴾ فالمُرادُ مِنهُ إذا الإماتَةُ في الدُّنْيا والتَّخَلُّصُ عَنْ آفاتِها وعُقُوباتِها، والمُرادُ مِنَ الإحْياءِ إذا المُجازاةُ.
مختصرا من كلام الإمام الرازي رحمه الله تعالى.
الله أكبر
#نداء_الوعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق