بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 مايو 2025

قال صبرني.. تصبير المحب












 وشرف المكان بالسكان. بالمواقف لا المناظر.

 وأذى شريف عابر إنما هو أرقى من عطر على بليد متجاهل أو متخم باخل.

وغربة هنا قد تؤنسك هناك، ولعلك تتعلم مع كل شوكة وترتقي وتصفو وتبنى لك بها مقامات وترى فرقانا فتتبعه فترشد أكثر حتى تصير من المقربين، ويتعلم منك وبك غيرك فيكتب لك مثله إذا صلحت النوايا. 


رحمة بك وحبا نزل الوحي الشريف ليذكرك بالحق، وليؤهلك لخير العمر ولخلود الأبد في الرضوان. 


نزل الوحي ليوصيك بما ينفعك. 

.. ليكرمك وينجيك ويبشرك بمكانتك المعدة لك.

 نعم يمكنك الوصول إلى الحنيفية بعقلك، لكنها زيادة في الإعذار والكرم. 


.. وكان جديرا بك التنبه إلى تجليات العظمة حولك وفي نفسك فتسجد لبارئك.. لكنه عفا عنك ومحا ما قبله، وزاد لك في البرهان رأفة بك. 


يرى كاتب التاريخ المنصف شيئا من الحكمة، فلا يهتز أمام مدد السنوات، ويفهم أيام الله وسننه عبر الزمن فيعتبر، يراه آية تقلب منها كفيك قائلا كيف لم يبصروا.. 


يرى الزمن آية كما هو. يراه كشرائح امتحان وأثمان تدفع وأمثال تضرب وأحوال تتهيأ من عل، ليخسأ هذا ويذهب ذاك ويراجع هذا ويؤوب أولئك ويبعث من رماده وليد مكتوب. 


.. وواضح للعاقل المنصف أن كل ما يتبدى إنما هو فترات كون محكوم، ومدد محدودة، ومظاهر لا قيمة لها إلا بذكر الحق، وأن الحق مبين. ظاهر وباطن عقلا وشعورا.. تحجبه عن العبد أسباب الضلالة والشقوة من كسبه ...نعم. لولا المكابرة والتعلل للجبن وأنواع الهوى .. وأن أثره في كل شيء وقبل كل شيء، ويحكيه كل سياق وترويه كل لحظة وعي أو تنعم أو ألم .. وأن خلف كل مشهد عمقا وبدءا وأزلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق