قال لي يا أخي لا تكتئب وأنت تقرأ سورة الكهف.
أما جاء الخضر ليعلمنا الكثير، ومنه أن كل شيء سيتلوه خير للأبرار، حتى وإن بدا مؤلما ماديا أو معنويا، حتى أو بدا هدرا أو خطرا أو خسارة ونقصا أو فقدا.. ما داموا على التوبة والصلاح يتعلمون من أبيهم آدم عليه السلام- وكل النبيين عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام - الرجوع إلى ربهم محبين مشفقين مطيعيم مسلمين، سواء بعد الطاعة أو الزلل.
وليس ممكنا أن تعلم أنت كل تفاصيل هذا الخير المدبر أو أسرار الاختبار المقام أو الحكمة الكامنة هنا وهناك، فالمقادير شيء فوق علومنا وعقولنا ورتبتنا، وقد يتكشف بعضه تثبيتا للمجتهدين أو آية للعالمين..
ولا تكن ضيق النفس ولا ضيق التفكير كالدواب التي يشغلها العلف ولا تعلم ما بعده. وأنعام الملاحدة الغلاة أضل منها في غفلتهم وعماهم، فالتحليل بدون الركيزة الأعمق يطيش مهما انتفش لفترة في جانب ما.
فلا تصبح وتمسي محصورا في مشهد أو مرحلة تقزم رؤيتك ومشاعرك. كيف ومعك مصحف وهو يقول ما معناه اتبع الهدى ولا تحزن ولا تخف، وتعلم وتسبب واعمل واستعمل عقلك في الخير. ويقول تب وأنب وأنفق واستبشر بعد.
... وتذكر أن الزمان والمستقبل والكمومية وسفرك نائما للمستقبل وكل غرور النسبية وما بعد خيالهم قطرة من بحر خلق الله وخزائنه تعالى. وأمثاله سابقة في كلام رب العالمين للمؤمنين، وكلما تعلم العالم علم جهله، وأدرك روعة ما هو بصدده وأن فوقه عليما قديرا كبيرا، وشهد بذلك إن كان مخلصا.. فلا تنس: كل هذا قطرة من فتنة وتمحيص.
... وكله من خلق الله تعالى، مدبر هذا الكون الرائع، ومنزل هذا الكتاب العظيم، والذي يريك في تلك السورة تجاوز الوقت والمكان والأحوال، وبخبرك حقيقة أن الندم للمبطلين وأن العقبى للمتقين، فاعتصم وتب وصحح وسلم تسلم.
#نداء_الوعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق