الأربعاء، 16 أكتوبر 2024

أدب النصيحة من زاوية أخرى

 رسالة إلى بعض الأحبة.. بدون تفاصيل. 


 يقول بعضهم أنه يصحح.. لكنه - فقط- ينقض باختزال، ثم لا يوجه ولا يعلم، ولا يراعي العواقب والنتائج لوقت وكيفية النقد .. للنصح فقه وللتعليم أصول.. بفرض صحته وسلامته ودقته. 


المشفق حقا لا يكتفي بأن يعيب ويهدم ويخرب دون مد يد أو بدء فكرة أو طرف خيط للنجاة، ودون بيان توجع.. لا تبكيت ولا تشف ...


الساخط الحانق فقط ليس له مشروع حاليا، بل مشروعه بات هدم محاولات ناقصة بدل تقويمها وتسديدها، ونقض عزائم قائمة بدل ترشيدها وتصويبها، وقول لا باستمرار بأقل تفاصيل وبلا بصيص لسبيل .. لا تتكلم، لا تتحرك، لا تفكر في مخرج .. 


كان النبيون عليهم الصلاة والسلام أوضح مصلحين، يقولون هذا منهجنا، وذلك هو ميزاننا، وهنا سبيلنا العملي وليس المنهاج فقط، وبلغة القوم: ماذا أريد؟ ماذا أفعل لتحقيق ما أريد ؟ومتى يرخص في استثناءات، وفي أي شيء وبأي صورة، ومتى يستحب لي بذل الروح ويكون أهون من غيره.. ولو تجسدت الغاية ولم تظهر معالمها فما على المحسنين من سبيل أن يحاولوا ويبحثوا ويقبلوا مراجعتهم فخير منهم قبل ورجع.. قد تهزك غربة الحقيقة وغرابتها لكن هذا أفضل من مدح الذات والاكتفاء بمستشارين منكفئين في عالم تخيلي. 


#نداء_الوعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق