قال لهم كاتب السوء يوما: خزنوا المال والطعام والماء، واهتموا بأضيق جدار لجحركم، ولم يقل: خزنوا العلم والتقوى كذلك، ولم يقل: اكتسبوا حرفة للبر والبر، بالكسر والفتح؛
ألم يقل الحكماء أن تعلم الصيد أنفع من تعلم تمليح السمك، فالمدخر ناضب و إلى نفاد، مهما كثر، فالتل بالأخذ يختل، فتزودوا بالمعرفة للوسائل، وبفهم الأسباب للنجاة عند الكوارث وخلل الخدمات والعلاقات، "وهزي إليك بجذع النخلة" .. "وعلمناه صنعة لبوس لكم"....
وتذكر الأولى / تزود من العلم والذكر ومن تخليص النوايا، قبل الشواغل التي تلهي العقل وتطمس القلب وتنهك البدن، وقد تدعك عاريا من القوت الحقيقي...
تعلمكم الأيام الآن ما تأخرتم عن تعلمه قبلا، ولن تنتظر الظروف مبادراتكم التي دللتم بها لألف علة وعلة، ولن تحتاجوا لارادة للذهاب هنا وهناك، بل تفرض عليكم المواقف وكأني بها تصل لغرف نومكم..
وسينقسم القوم ثانيا، وفي كل مرحلة من المصاعب والعروض المتاحة، سيتمايزون إلى أخيار ومقتصدين، وضعفاء الهمة ومخرفين، ومنكفئين وجادين، وهالكين وجاحدين شرسين على الضعيف ووو... فلا تنشغلوا بتصور لحال من خلفكم...
الدنيا تقاس بعمركم فيها، وليس بعمرها لغيركم، والعمر يقاس بأثركم وليس بما تؤثرون، بالنوع لا الكم... "ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق