"الآمال مُضْطربة في قلوبهم، وُلِدوا موتى من بطون الأُمَّهات، بنَاتُهم أسيراتُ طرتِهن وزينتِها، لا حياءَ عندهن، مُعجَبات بأنفسهنَّ، منتَقِدات للغير، مُتصنِّعات، مُخْتالات، مائلات، حواجبهن مُرقَّقات كالسيفَيْن، سواعِدُهن الفضيَّة قُوت الأنظار، صدورهنَّ باديةٌ للعيون كالأسماك تحت الماء!
شَعْبهم صار رمادًا بلا شرر، وصار صُبحُهم أحلك سوادًا من اللَّيل، عمَلُه وفِكْره رغبةٌ في العيش، وخوفٌ من الموت
أغنياؤه بُخَلاء، عاشقون للحياة، غافِلون عن الجوهر، مَشْغولون بالقشر والعرَض.
معبودهم فرمان المَلِك، ونفعهم ورِبْحهم في خسران الدِّين والإيمان، لَم يتجاوز فِكْرُهم حدودَ اللَّحظة الراهنة، وليس لهم تصوُّر للغد في زمانه.
لديهم كتبٌ يَعْيا بحملها البعيرُ من أيَّام أجدادهم، فآهٍ من قومٍ غافلةٍ قلوبُهم، ماتوا ولَم يَعْلموا بموتهم"!
"آهٍ من القوم الَّذين عميَتْ أعينُهم، فتعلَّقَت قلوبهُم بغير الله، فضاعوا،
إذا كانت (الذاتيَّة) في صدر الأُمَّة انهارت ولو كانت كالجبَل".
أمَّا إذا كان في أساسها "لا إله إلاَّ الله" وُلِد من بطنها المُسْلم، ذلك الذي يَمْنح اليقين للمرتابين.
ذلك الذي تتزلزَلُ الأرض من سجوده، ذلك الذي يُعلِن "لا إله إلاَّ الله" تحت ظلال السُّيوف، ويَكْتبها بدمه"!
"الرجل الحرُّ رأسه في كفِّه عند النِّزال، وليست في جيبه مثلنا، ضَميره منيرٌ بـ "لا إله إلاَّ الله"، فلا يصير عبدًا لسلطانٍ ولا لأمير.
إنَّه يحمل الأثقالَ كالإبل، ويأكل الحسك، يضَعُ قدمَه في كلِّ موضعٍ بحساب وقوَّة، ويكاد يقفز وريدُه من شدَّة نبضه، روحُه تَخْلد بالموت أكثرَ من الحياة، ولَحْن تكبيره خارجٌ عن إطار العُرْف والصَّوت.
نحن نعرف سرَّ الدِّين بالخبَر، ويعرفه هو بالنَّظَر، هو في الدَّار، ونحن خارجَ الباب، هو عبدُ الله، ونحن جميعًا عبيد الإفرنج!
فكرنا دائمًا في الدُّنيا، ونهايتنا ليست سوى الموت، أمَّا هو فثابتٌ في الدنيا المُتأرجِحة، وموتُه إحدى مقامات الحياة!
هو في يوم الصُّلح كنَسيم الرَّبيع على المرج الأخضر، أمَّا في يوم الحَرْب، فيَحفِر قبره بسيفِه.
ليس لك في هذا العالَم سوى أن تتعلَّق بأذيال هذا الرَّجُل وأمثالِه الأحرار"!
"إنَّ عقل الغرب وفِكْرَه لا يُفرِّق بين الخير والشَّر، وعَيْناه جامدتان، وقلبه صخرٌ أصم.
العلم في الحواضر والبَوادي في خجَلٍ منهم، عِلْم الغرب سيفٌ بتَّار قد صُنِع لإهلاك النَّوع الإنساني، فآهٍ من الغرب! وآهٍ من قوانينه! وآه من فِكْره الإلحادي!
--------------------
محمد إقبال
شَعْبهم صار رمادًا بلا شرر، وصار صُبحُهم أحلك سوادًا من اللَّيل، عمَلُه وفِكْره رغبةٌ في العيش، وخوفٌ من الموت
أغنياؤه بُخَلاء، عاشقون للحياة، غافِلون عن الجوهر، مَشْغولون بالقشر والعرَض.
معبودهم فرمان المَلِك، ونفعهم ورِبْحهم في خسران الدِّين والإيمان، لَم يتجاوز فِكْرُهم حدودَ اللَّحظة الراهنة، وليس لهم تصوُّر للغد في زمانه.
لديهم كتبٌ يَعْيا بحملها البعيرُ من أيَّام أجدادهم، فآهٍ من قومٍ غافلةٍ قلوبُهم، ماتوا ولَم يَعْلموا بموتهم"!
"آهٍ من القوم الَّذين عميَتْ أعينُهم، فتعلَّقَت قلوبهُم بغير الله، فضاعوا،
إذا كانت (الذاتيَّة) في صدر الأُمَّة انهارت ولو كانت كالجبَل".
أمَّا إذا كان في أساسها "لا إله إلاَّ الله" وُلِد من بطنها المُسْلم، ذلك الذي يَمْنح اليقين للمرتابين.
ذلك الذي تتزلزَلُ الأرض من سجوده، ذلك الذي يُعلِن "لا إله إلاَّ الله" تحت ظلال السُّيوف، ويَكْتبها بدمه"!
"الرجل الحرُّ رأسه في كفِّه عند النِّزال، وليست في جيبه مثلنا، ضَميره منيرٌ بـ "لا إله إلاَّ الله"، فلا يصير عبدًا لسلطانٍ ولا لأمير.
إنَّه يحمل الأثقالَ كالإبل، ويأكل الحسك، يضَعُ قدمَه في كلِّ موضعٍ بحساب وقوَّة، ويكاد يقفز وريدُه من شدَّة نبضه، روحُه تَخْلد بالموت أكثرَ من الحياة، ولَحْن تكبيره خارجٌ عن إطار العُرْف والصَّوت.
نحن نعرف سرَّ الدِّين بالخبَر، ويعرفه هو بالنَّظَر، هو في الدَّار، ونحن خارجَ الباب، هو عبدُ الله، ونحن جميعًا عبيد الإفرنج!
فكرنا دائمًا في الدُّنيا، ونهايتنا ليست سوى الموت، أمَّا هو فثابتٌ في الدنيا المُتأرجِحة، وموتُه إحدى مقامات الحياة!
هو في يوم الصُّلح كنَسيم الرَّبيع على المرج الأخضر، أمَّا في يوم الحَرْب، فيَحفِر قبره بسيفِه.
ليس لك في هذا العالَم سوى أن تتعلَّق بأذيال هذا الرَّجُل وأمثالِه الأحرار"!
"إنَّ عقل الغرب وفِكْرَه لا يُفرِّق بين الخير والشَّر، وعَيْناه جامدتان، وقلبه صخرٌ أصم.
العلم في الحواضر والبَوادي في خجَلٍ منهم، عِلْم الغرب سيفٌ بتَّار قد صُنِع لإهلاك النَّوع الإنساني، فآهٍ من الغرب! وآهٍ من قوانينه! وآه من فِكْره الإلحادي!
--------------------
محمد إقبال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق