"المراهقة ... تربية الأبناء فترة الصبا وبداية الفتوة
والشباب"
هذه فقرات هامة، غير منسقة فعذرا، ولعل فيها
نفعا.
** المراهق أحيانا يساوي: العصبية وحدة المعاملة
والتوتر والعناد، وشيء من الأنانية والرغبات الزائدة.
** صغير السن قد يتمرد، وقد يمثل فردية الرأي
ويعاني من عدم تفهم المقربين وهو محق!
صغير السن: يريد ممارسة الحياة المستقلة مبكرا
من وجهة نظر أهله!
وهنا يرفض الفتى رغبات الأسرة، وربما ينشأ لديه
اعتقاد من الثقافة الملوثة ومن فشل الجيل السابق كذلك بتخلف أي سلطة تعلوه! منزلية
أو مجتمعية تخلفا تاما في كل شيء!
** يعاني الناشئ من صراع داخلي وبحث عن الذات،
وهذا شيء طبيعي وأحيانا ترتفع تطلعاته عن إمكانات الأهل وعن حقيقة الأمور
--- لابد من استحضار المشاكل الخاصة بنموه
الجسماني، حيث يعاني المراهق في نضجه بدنيا! وقد يشعر بتقلبات وضغوط واختبارات
نفسية وأخلاقية
**
لأجل كل ماسبق ونظرا للواقع الأسود الملتبس
والمؤثر والمخالف للمطلوب:
يجب الرفق!
لأن مقابلة العصبية بالحدة والصدامات أو بالنقد
المتكرر واللاذع، كل هذا يسبب للأبناء أذى أكبر مما يرجى صلاحه! ويسبب عكس
المطلوب، والمطلوب هو خضوع القلوب وليس الأعناق!
** لذا يجب علينا المصاحبة والصداقة وتحمل
الأغلاط المادية والمعنوية، إذا وجد أن ثمن الوقوف معها بحدة هو خسران متانة
العلاقة بيننا أو اهتزاز الثقة التي لديه في عقلنا أو في محبتنا ...
يجب عدم الاكتفاء بالحرص على النتيجة والشكل في
كل مشهد وموقف وحالة، إنما الحرص على بقاء الود! وعلى بقاء العناوين الكبرى
والمعالم ثابتة واضحة، وبقاء الألفاظ والأسماء الدينية للأمور والتصرفات كما هي !
حتى لو عجزنا عن تحقيقها والامتثال لها! الحرام
حرام والشرك شرك والحق حق... حتى لو لم نقدر فلا نعلمه النفاق..
كل هذا في مقابل النصح الرقيق، مثل قول سيدنا
نوح عليه السلام :يا بني اركب معنا ...
هامش:
بعضهم ينكر وجود فترة المراهقة بالكلية، ولو كان
الأمر كذلك لما كان هناك فضل للشاب الذي نشأ في طاعة الله، ولا كان هناك زيادة مقت
وبغض للشيخ الزاني..
لكن المراهقة في الغرب حالة تتسق مع مجتمع
المراهق، وشذوذها هامشي بالنسبة للفكر السائد والقيم المطلوبة ...
أما في مجتمعاتنا فيحدث صدام أكثر مع المراهق،
حيث التبست المجتمعات بالجاهلية سلطة وبيئة، لكن ظلت بعض القيم والمثل الحقة من
بقايا الفطرة تتناقض مع مراد الشباب ومع واقع سير المجتمع، ويطالبه الأبوان بها،
ولا يقدم المجتمع للصبيان والشباب بقية المنظومة الإسلامية لتعويض وسد الفراغ...
ولا زالت بعض الممارسات والتقاليد المختلطة
–بعضها صواب وبعضها خطأ- كذلك تعيق الفتيان والفتيات وتقف أمامهم..
فلماذا تتقلص الخيارات؟
لأجل ما سبق ...لأن المجتمع بتخلفه وإعلامه
وتعليمه وصداقاته وثقافته المتفشية أقوى من المنزل..
والكلام عام وعن الأغلب وليس هناك مداراة هنا
لهذا يجب عدم التعامل بشدة وقسوة تجعل المراهق
ينفلت تماما، حيث الأحضان الأخرى جاهزة، أو نجعله يفتن وينفر! وينطوي أو يتهرب
ويكذب ! ويخسر المقربين نفسيا –
** قد يعاني الفتى من العزلة والانطوائية
والاكتفاء بالصحبة الخارجية، وقد يحب لفت الأنظار ورفع الصوت ويعيش المزاجية ورفض
الوصاية وتضخيم المشكلات وتقديس الخصوصية.... تقبل هذا وتأقلم معه وحاول تقليمه
وتهذيبه بوعي!
** لو كان مجتمعا معتدلا وضامنا للآداب والهوية
والهوايات والممارسات، وحافظا لنسيج الأسرة المؤمنة وقيمها وخياراتها وثوباتها
لاختلف الأمر في التعامل مع المراهق، ولامكن وضع خيارت الزجر والهجر ...وو...
لماذا؟ لأن الشاب والصبي اليافع لن يفيء ساعتها
لمكان آخر أو لصحبة ممكنة ومسالك تحتويه يفر لها ويجدها بيسر... كل هذا غير الجو
الصحي في مجمله – في المجتمع غير الموجود! - في مسجده الذي لا يخضع للطواغيت
ومدرسته المحترمة! وناديه المهذب! وأقاربه المتسقين مع الإسلام...لكن هذا خيال غير
متيسر غالبا، بل هناك بدائل شر كثيرة، وتقنيات مرعبة بجاهلية رقمية مغرية وخطافة
...
لذا لا تكرهه ولا تجبره في كل موضوع!
** ابحث له عن دافع وعلاج للانحراف وللكسل
والحسد وكل شيء دون تنمر وتصيد
وغير بالصداقة لو نفع
أو دعه بلا تغير لكن دعه يظل موقنا أنك تحبه
** لأن مجتمعنا اقوي مننا في وسائله، فدورنا هو
التحمل والمعالجة بحكمة وتوازن بين الخيارات ونظر للمآلات! وللعواقب...،
** والذي رأيته أن أمهات كثيرات لهن نفس الشكوى
وتقول صبرت على ابني راح مع بتوع موتوسيكلات ومع ... تجارب وتقلبات ثم فاء إلي..
ولولا العمار بيننا لما فاء
إزاء كل ذلك:
فدورنا في مأزقنا التاريخي هو :
حسن الصحبة، والرفق واللين، مع القدوة الحسنة،
والنصح الجميل والتغافل والتغاضي... والاستماع للفضفضة لو حدثت..!
وندعو لهم!!
وهو أول شيء وأولى شيء: التضرع للرب تبارك
وتعالى
والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق