{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء }
"الهداية في الحقيقةِ إمالةُ القلبِ من الباطلِ إلى الحقِّ ، وذلك من خصائص قدرة الحقِّ - سبحانه
ويقال : لَكَ شَرَفُ النبوَّةِ ، ومنزلةُ الرسالةِ ، وجمالُ السفارةِ ، والمقامُ المحمودُ ، والحوض المورود ، وأنت سيد ولد آدم . .
ولكنك لا تهدي من أحببت؛ فخصائصُ الربوبيةِ لا تصلح لِمَنْ وَصْفُه البشرية..
{ إن عليك إلا البلاغ } { إنك لا تهدي من أحببت } { إنما أنت منذر } وفي ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم ،
وتخفيف ما كان يجده من عنادهم ، فكأنه قيل : لست مسؤولاً عنهم ، فلا يحزنك كفرهم..
وفي ذلك دليل على أن أحداً لا يسأل عن ذنب أحد..
{ إنك لا تهدي } من أحببت : أي لا تقدر على خلق الهداية فيه ، ولا تنافي بين هذا وبين قوله :
{ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } لأن معنى هذا : وإنك لترشد.
وإن الإنسان ليقف أمام هذا الخبر مأخوذاً بصرامة هذا الدين واستقامته . فهذا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكافله وحاميه والذائد عنه ، لا يكتب الله له الإيمان.......! ، على شدة حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وشدة حب رسول الله له أن يؤمن ... ذلك أنه إنما قصد إلى عصبية القرابة وحب الأبوة ،
ولم يقصد إلى العقيدة . وقد علم الله هذا منه ، فلم يقدر له ما كان يحبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرجوه .
فأخرج هذا الأمر أمر الهداية من حصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعله خاصاً بإرادته سبحانه وتقديره .
وما على الرسول إلا البلاغ .
وما على الداعين بعده إلا النصيحة .
والقلوب بعد ذلك بين أصابع الرحمن ، والهدى والضلال وفق ما يعلمه من قلوب العباد واستعدادهم للهدى أو الضلال "
منقول من عدة تفاسير.. بتصرف يسير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق