"من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس، أقول ليس على مستكره طلاق… "
هكذا كان صموده وتحديه بعد تعذيبه، رحمه الله، وهم ساعتها يطوفون به المدينة...
وقد أخزاهم الله تعالى بثبات الإمام وتمسكه وأخذه الكتاب بقوة، وقد ردوه لبيته بعدها منكوسين،
.. ارتفع قدره اكثر وثبت صدقه، ولم يبع ولم يخضع، وسجلت شهادته للتاريخ والأجيال التالية ...
والرواية - ليس على مستكره طلاق- عن عدد من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين، وقد ضايقت السلطات وطلبوا من الإمام الكف عنها، لأنها تعني بطلان بيعتهم أو سهولة نقضها، بما أن طلاق المكره لا يقع، فقد قيل أنهم كانوا ساعتها يأخذون أيمان البيعة ويأكدونها بالطلاق إذا نقضت، ليخشى الناس نقضها، وقيل تلميحا للقياس كذلك بأنها بيعات باطلة من الأساس للاستكراه عليها كبطلان طلاق المكره..
لكنه لم يشتر السلامة العاجلة الفانية، ورفض التراجع وكتمان كلمة الحق، رغم تعذيبه وخلع كتفه :
"من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس، أقول ليس على مستكره طلاق… "
ومضى التعب وبقي النور والضياء والرجاء للأجر، وبقي المثال السامق الباسق، وبقيت القدوة الغالية وحفظت الجذوة الباقية ... وبمثل هذا حفظ الحق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق