تمتع كبار الصحابة رضي الله عنهم بهذه الاستقلالية الفكرية، لهذا تركوا ما كان عليه آباؤهم من فهم للدين والدنيا في أمور مفصلية، وتفكروا وتدبروا، وتمتعوا بحس عقلي متوازن لنقد المعايير، لأجل تمييزها، وللنظر الكلي - البانورامي- وللتفرقة بين النصوص المحكمة والثوابت والكليات وبين الجزئيات، وبين حالات قصد الامتثال والتعبد بتنفيذ المسموع، ومقامات المقاصد والمصالح، دون تبديل ولا تحريف ولا تمييع أو شطط، وبدا حرصهم على الفهم والاستيعاب والسؤال والاتباع اقتداء لا تقليدا في كل مواقفهم الخالدة طوال حياتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعلينا تعلم هذه الخصال الفطرية وتحقيق منهج الاستدلال والتلقي الذي بنى السلف فهمهم ونتائجه عليه، وليس الاقتصار على تلقين النتائج في أي سياق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق