الموقف مبك مضحك في آن....صراعات يعلمها كثيرون ولا يبوحون....وخطايا يراها كثيرون ويبتلعون....كثيرون لا يريدون تصديق الحقيقة ومواجهتها, ....ويفضلون دفن الرأس في الرمال بل في الدماء...بمثل هذا المنطق ضاعت بغداد أول مرة مع الغزاة وثاني مرة مع الطغاة, ونزلت الأمة درجة درجة, فسلمت الأبدان وتلفت الأديان, ولم يبق لها سوى بصمة الغرباء عبر القرون, الذين سجلوا موقفا غير رمادي, وغير مجامل , وغير مداهن ولا خائر, ويعلم مغبة فقه التنازل وتغييب الخيار الشائك...المر.. وحصر الدنيا في العمل خادما أو جلادا, ومن ثم اختيار الأول ثم صبغه بالخيرية والأمل في أنهم سيتركونك ليتحسن الوضع وتنمو وستتاح لك يوما فرصة سانحة جميلة ذلول طيعة بلا ثمن فادح.... وإلباسه ثوب الحكمة وليته بقي على اسمه شرا من الشرين وضررا من الذلين, ومساءة من المعروضتين, بل بعد إلغاء الخيارات الغائبة غيروا وصف خيارهم وبدلوا اسمه وأصلوا رسمه, وصار هو الخيار الاستراتيجي والوحيد, بل والغاية.. وهو النبل والقلادة, ونتوارثه جيلا فجيلا, حتى صرنا أسرى الأكذوبة والأضحوكة لا تمايز حقيقي ولا توافق حقيقي...
..........................................
1433 من هجرة الحبيب عليه الصلاة والسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق