في ذكرى اجتفال الضالين بسقوط غرناطة، طبقا للتقويم الشمسي، أذكر نصا يختلف عن محاكم التفتيش وعذاباتها ....نص للحياة اليومية والمعاناة الوحشية لمن بقوا ...
(... وكان الموريسكيون -الأندلسيون-يتعرضون دائما للاستغلال ولإساءات قاسية من جانب مرافقيهم الملكيين، الذين كانوا يأخذون منهم أجرا حتى على الشرب من الأنهار ، أو الجلوس في الظل!) بين 1492 و 1838م... من كتاب :" الدين والدم - إبادة شعب الأندلس "
للكاتب ماثيو كار ....
وبهذه المناسبة -وفي عجالة أرجو التحقق منها- ذكر بعض الكرام أنه كان بداية انفراط عقد للعالم الإسلامي، ودخول القطعان الصليبية للشمال الإفريقي ولغرب العالم الإسلامي, وهذه الخسائر التي لا نختلف حولها،
وأرى كذلك وجوب التنويه أولا على أنها كانت نهاية أليمة لمرحلة تدهور، ونتيجة لمسار خاطئ "وليس مجرد مسار به أخطاء!" وليست مجرد نقطة بداية مفصلية للغزو ...
فهي لم تسقط وهي سد منيع ولا احتلت وهي حائل صلب بين الشرق وأعدائه، لا فكريا ولا ماديا فيزيائيا ولا سياسيا في المجمل ، بل انهارت وهي لافتة رسمية مزيفة نخرة في آخر الأمر، أعني لافتة السلطات والممارسات ومحور مسار المجتمع، تجاه دينه وتجاه عبادته بمهومها الواسع، وتجاه المستبد العادل والجائر على حد سواء،! ولم تمثل لا هي ولا غيرها ساعتها صحيح الإسلام المنشود، دولة أو أمة تنشئ دولة وترعاها وتقومها، ويتحمل تبعة سقوطها الجميع، وليس أهلها فقط، فثقب السفينة يحاسب عليه الجميع، إلا من أدى واجبه ممن عرف عنهم ذلك حينها ...ونحن في مقام استشراف المستقبل بفهم الدروس والعبر، وليس موقفا شخصيا، وهذا درس في سنن الاضمحلال والهزيمة ، والوصول للسحق والإبادة بدءا من التجاوز والتنازل والترف والاستخفاف والتهاون وصولا لتأصيل التميع والصمت والسلبية للإبادة ..وعاقبة الاختيار بين السيء والأسوأ والتحفظ دوما على المسارات المبادرة ..ولا ألوم السابقين الذين كانوا يستشرفون ويجتهدون بدون مثال سابق بل من يريدون اجترار التجارب...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق