من أعجب المشاهد التي تصبرنا وتعلمنا مجموعة من المعاني أن السيدة زينب عليها السلام ابنة نبينا صلى الله عليه وسلم
عدها العلماء
شهيدة، لأن وفاتها كانت - بعد صبر ووجع وتوعك- نتيجة إصابة من طعنة رمح وهي مهاجرة، وقد أدت إلى الإجهاض فأسقطت حملها. قيل طعنت وقيل بل طعن الضارب الدابة فسقطت عليها السلام من عليها وأجهضت نتيجة الوقعة. ولما استكملت بذلها وسافرت مهاجرة استمر معها الوجع والمرض وهي محتسبة حتى لقيت ربها، ولهذا عدوها فيمن استشهد لكنه يغسل ويكفن، لأنه لم يحمل بعد المصاب وهو متوفى ساعة إصابته، بل وجد به رمق وهو نفس حال سيدنا عمر رضي الله عنه وسيدنا سعد رضي الله عنه..
. والعجب أن من تسبب في ذلك تاب وشملته رحمة الله تعالى تماما كمن طعن سيدنا حمزة رضي الله عنه.. فقد قالوا أن سرية ذهبت لتقضي عليه فلم تصبه وجاء بعدها تائبا ورغم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أمر بعقابه فجريمته مضاعفة بشعة، وقد هم الصحابة بالوثوب عليه رضي الله عنهم لكنه رؤوف رحيم شافع صلى الله عليه وسلم نهاهم بل سمع تأسفه بكل تواضع وقبل توبته في درس عظيم عز نظيره..
===
أخرج البزار، والحاكم عن عائشة -رضي الله عنها... فأدركها هبار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، وألقت ما في بطنها، وأهريقت دمًا، وحُمِلت.. الحديث". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي
===
أخرج الطبراني عن عروة بن الزبير: أن رجلاً أقبل بزينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلحقه رجلان من قريش، فقاتلاه حتى غلباه عليها، فدفعاها، فوقعت على صخرة، فأسقطت وهريقت دمًا، فذهبوا بها إلى أبي سفيان، فجاءته نساء بني هاشم، فدفعها إليهن، ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة، فلم تزل وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع، فكانوا يرون أنها شهيدة. وقال الهيثمي: رواه الطبراني، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح. :. .
==
==فقال: السلام عليك يا رسول الله، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، ولقد هربت منك في البلاد، وأردت اللحوق بالأعاجم، ثم ذكرت عائدتك وفضلك، وبرك، وصفحك عمن جهل عليك، وكنا يا رسول الله أهل شرك فهدانا الله تعالى بك، وتنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلي، وعما كان يبلغك عني، فإني مقر بسوآتي، معترف بذنبي. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد عفوت عنك، وقد أحسن الله بك حيث هداك للإسلام، والإسلام يجب ما كان قبله. زاد في الحديث: قال الزبير: فجعلت أنظر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنه ليطأطىء رأسه استحياء منه مما يعتذر هبار، وجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: قد عفوت عنك.
...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق