ربما لا يترك لك موج البحر الفرصة لتقف، وعليك أن تحاول توجيه الدفة لتؤدي ما بوسعك.
المحبون والمستغلون وحتى غير المعنيين قد يحركونك، لصالحك - من وجهة نظرهم- أو ظلما "لو كانوا ممن لا خلاق لهم" أو للصالح العام كما يزعمون.
لو لم تكن لك رؤية وبرنامج ستدخل مسارا وضعوك فيه، لو كنت متفقا وموافقا وفاهما ومقدرا فلا بأس.
لو كنت غافلا ستكون مدفوعا ومقطورا ومسحوبا ومسلوبا، بالحق والخير أو بالباطل والتفاهات، بقصد أو بدون.. بحسن نية منهم أو بسبق إصرار .. يدللوك أو يعلموك، ينقذوك أو يغرقوك ويغرقون معك أو تكون مجرد لقمة أكلوها..
وهي خياراتك فيما تملك من وقت ودقات قلب... ربما تبدو خيارات بسيطة، لكنه واجب عظيم، لست مسخرا لمخلوق، ربما هي خيارات زمانية ونوعية، وليست دوما مكانية ولا كمية..لكنها فارقة في مصيرك، وابدا بقلبك واسع لها سعيها وأنت مؤمن.
في السياسة خاصة تيقظ:
ربما يشاطروك أو يبتزوك ويستهلكوا وقتك.. يعطلوك ويشغلوك ويكذبون عليك أو يجسدوا لك المثل والصدق حيا ماثلا.. وليست الصورة ثابتة.
عليك أخذ الحيطة، فربما تراهم يستعملونك ويوجهوك بطريقة غير مباشرة، ويغيروا سمتك ونفسك، ولو حلحلة تراها قليلة.. يورطوك ويوقعوك أو يسبقونك إلى الفداء والنداء، ويرى الجميع أنهم أهل إنصاف وأبناء الآخرة وعالم القيم حقا لا لافتة.
ربما صنعوا لك مسارا ورأيتهم يوهمونك بأنك نجحت فيما فشل فيه غيرك ونلت الدنيا والآخرة، فلو سارت الأمور على ما يرام فراجع نفسك مرتين، بل مرارا...
ليس كل قوم يستخدمون الخشونة والنذالة وتراهم يسحبونك من رقبتك لتحقق غايتهم هم فقط، فطرق الغواية كثيرة...النصيحة هي حاسب نفسك وتنبه.
#إلى_بني
(وخلّ عنان الحادثات لوجهها ...
- - فَإِن عتاب الحادثات عناء)
(وَلَا خير فِي ودِّ امْرِئ لم يكن لَهُ
... - - على طول مرّ الحادثات بَقَاء)
(خير مَا ورَّث الرجالُ بنيهم ...
- - أدبٌ صَالح وَطيب ثناءِ)
هذا رأي الشاعر، ومعناه ببطن قائله، لكن يحضر في الهامش أن كلمة الأدب كانت لفظة شاملة للخير كله، ولم تكن بمدلولها المحدود حاليا... و تخصيص المرارة المطولة بالذكر لعله/ لأن الفرز والتململ يحدثان على مراحل ودرجات، وربما يصبر الأنصاف قليلا قبل التساقط في الخريف الكاشف، وكلما عظم الصبر بقي الأقل، ممن لم يشربوا من النهر ... الموفقون أهل الصفو.. نسأل الله تعالى السلامة والعافية والمعونة وحسنة الدارين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق