قال الشاعر ((ولو أن أمنا تلاقي الذي... لاقوه منا لملت))
((المحب عند الكعبة يضرع ويشفق أن يتقبل منه عطاؤه وعمره، ويراه قليلا، فهو في شأن آخر وحساباته عالية علوية ..))
قصة المؤاخاة جميلة نعرفها ونرددها كل يوم ..تذكرني بها أحداث اليوم .. وتبين عظمة مفهوم الرابطة حين لا يكون مجرد شعار للغش أو صوتا في الميكروفونات ..
كانت هذه الواقعة من أروع نماذج الربانية المنشودة فعلا.. روحانية خيرة تنتج مادية متحضرة مشاطرةومؤثرة، حالة راقية مهذبة وعملية، وليست قطعة فنية وعظية فقط..
أثرت المواقف فيهم لدرجة الاستدلال فيها بما قال الشاعر - بمعناه - (( لو أن أمنا تعرضت منا لمثل هذه الأحمال لملت)) وأورد نص القصيدة في النص..
والجميل أنها حكاية واقعية، وليست أسطورة، وهي تبين أن الروحانية الخيرة الحقة ليست كلاما حلوا ومأمونا فقط، بل ربما هي كلام فريد تبينه وتصدع به، وربما يكتمه غيرك ويحرفه آخر ... لأنه من نوع مكلف يدفع ثمنه، وأن الصدق ليس تمتمة ولا هياما، بل مواقف عملية كبيرة نبيلة، تصرفات تؤثر على حياة صاحب القضية ولا يبالي فارسها بل أصلا يضرع ويشفق أن يتقبل منه عطاؤه وعمره ويراه قليلا، فهو في شأن آخر وحساباته عالية علوية ..
هناك روايات في كتب السيرة العطرة للحبيب صلى الله عليه وسلم (( أنه لما قال الصحابة من الأنصار رضي الله عنهم ((واقسم لهم من أموالنا ما شئت)) ؛ وغير ذلك من المواقف الكريمة ونزلت الآية "" {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة""
قال أبو بكر الصديق جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار, فو الله ما مثلنا ومثلكم إلا كما قال الغنوي:
(جزى الله عنا جعفرا حين أزلقت ... بنا نعلنا في الواطيء فزلت
(أبوا أن يملونا ولو أن أمنا ... تلاقي الذي لاقوه منا لملت)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق