توحش حضارتهم يظهر كم هي منحطة، وأنها ليست جواب السؤال الأعظم، ولا مثال الحلم الإنساني، ولا نموذجه المنشود.
انتظارنا لبطلنا نحن، وقولنا متى يظهر عمر؟ وقولنا أين هو صلاحنا المغوار؟ ليوحدنا ويعلمنا ويحل كل المشكلات ولنصطف خلفه..؟ كل هذا لا يصنع هذا المخلص..
نبدأ ونتعب ونجتمع! ولو نظريا.. ولو روحيا.. ولو مثنى وفرادى! نقف على مفهوم ورؤية صافية .. نقوم!.. لافتة معلومة ورايات خالدة، لن نخترع الاعتبارات ولا الميزان ... نسعى معنويا وماديا.. نتغير داخليا.. واقعيا وتخيليا! عملا ومحاولة وبحثا عن حكمة وخبرة وعن تحديد خطوة... نقرأ ونستمع وننفق.. مشيا على دعم فكرة حقة نقية الأصل لا ننساها ولا تغرب، ونعمل بالمتاح لرفعها ولتسليمها للتالي أجود وأعلى وأنصع أو كما هي..
عندما تغرب الفكرة الأولى يبزغ الصنم، أو نصبح في دائرة تفاصيل بلا نهاية وتخدير ... لهذا يتم محو أو تناسي أصول هذه الدعوة أو تجميد وتجفيف واختصار معنى الرسالة .. تحريف من الداخل بإيعاز من النفس والخارج
التعلق بالشخص الفذ المفقود فقط والتركيز على الوسيلة فقط يعبدنا لهما.. وهذا حدث غربا ويحدث بتسميات معينة شرقا... غرقا في عالم الأشياء وضياع أهم سؤال مجتمعى بشري راق : ما هو المعنى لما نفعله..ما الحقيقة الربانية لسعينا.. ما الغاية من حياتنا ويومياتنا. وما القيمة الروحية لمواقفنا..
حالة الغرق والاستهلاك في تفاصيل أو في خلاف الأولى فكريا وعمليا أمر يشتت ويفتت ويشل... وعبادة المصلحة تضيع جوهر الرسالة..
بعضهم يسعى لامتلاك اللذة ظنها أنها السعادة.. ويكتشف الخواء والابتذال والقسوة لاحقا... أما نحن فحضارتنا ربانية، وبدون ذلك لا تكون أي حضارة إنسانية حقا..
الأفكار النافعة ليست مهربا للتركيز عليها بلا نهاية، ولا هي سفسطة جدلية منعزلة. بل هي نتاج يومي من التدبر والتعقل والتعلم الواجب واستعمال أولى الألباب والبصائر لمواهبهم وأفئدتهم لبناء وتصحيح المسار بها ونشرها والتمركز حول مفاهيم القرآن الكريم ومعاني الأذكار الهادية والتوجيهات في سيرة حياة الأنبياء والمرسلين وخاتمهم الحبيب السراج المنير صلى الله عليه وسلم ..
الأفكار التي هي استخلاص معنى وغاية لكل شيء للتخلص من اتخاذ بعضنا بعضا أربابا .. ترك الجهل.. ترك التقليد.. ترك التمجيد المبالغ للأشخاص... ترك الولاءات والتحيزات وترك الاحتكام للباطل ومعاييره في تقييم النفع والصواب والمعاملات، وحتى مصارف الوقت والمال.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق