على قيد الحياة.. بل على قيد الموات.. على العكس... الأحياء حقا هم ((أهل بدر والأشعث الأغبر والغريب في ملكه ومهجره وبئره ومحبسه وأضرابهم من العاملين المحبين )) . هؤلاء هم الأحياء حقا في الدنيا والآخرة .. الحياة هناك خالصة.. أولها صبر وآخرها صفو.... أولها جد وتحد وآخرها لا يحد.. فقرها شرف وغناها بذل.... وأي أذى يثبت علو الإرادة على البدن فهو سبيل ذروة السنام...
منهجك قبل سياستك، وهو محركها وفوقها ومعيار آليتها.. قل للبشرية أن قرءانك ليس مبادئ عامة فقط، ولا مواعظ هلامية سائلة.. وأنه هو الفارق الضابط في بيانك ومعاهداتك ورسالتك للناس وللعالم وصبغتك وهويتك وحلمك .. وهو الفيصل للتحالفات والولاءات والمفرق بين الاعتبارات وهو المرجعية في حضارتك وسلوكياتك، وارفع ثوابتك وأعلن أنه // ليس الكتاب مجرد لافتة تحتها رغبتك وفكرك وتقديرك..
الذي يرضى أن يكون حلقة مستعملة كجزء من مشهد مهين، والذي لا يتأبى ولا يشكل حجر أساس ولا لبنة حقيقية - غير مخدرة منكوسة منخورة- ولا يشكل حتى شوكة في حلق خصمه أو معولا يهدم بنيانه أو حتى رؤية للإبصار الحقيقي والوصف الدقيق العميق : فهو كالدواب بل أضل.. ترعى وتؤكل، بئست المتعة للغني وبئست المهانة للضعيف الذي لا يجالد ولا يأنف ولا يراغم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق