الصوم عبادة جميلة
فالمحب المخلص تراه يتحرق شوقا ليثبت للمحبوب صدقه عمليا، حتى المحبين المخلصين من أهل الدنيا تراهم كذلك يتفانون وهم يطلبون الوصل والرضا....
**للمجهود الصحيح مذاقه في النفس السوية، وللبذل راحته وفرحته، وللعذابات العابرة في سبيل تكفير الذنب والوفاء بالعهد ونصرة القيم وإقامة العدل والاقتصاص مذاقها.
** والنفس الطيبة في سبيل الحق الودود راحتها! هكذا الفطرة، شريطة ألا تلوث! شريطة ألا يكون القلب منكوسا مطموسا، لا يفقه ولا يحس ولا يشعر بالمقلوب، وألا يكون الفم مرا مريضا لا يستطعم الماء الزلال...
مواطن الكفاح لها متعتها كقرة العين، ويصير حضور ملاحمها حلما وأمنية! انظر لورقة بن نوفل وهو يرجو أن يكون شابا ليقف وقفة بطل...
**لمواطن الصبر ابتغاء وجه الله بهجتها وبهاؤها وإشراقها؛ بالتأييد وبشرح الصدور
** لتفهم سر سعادة المؤمن بالصعاب إذا وجبت، ولتدرك السر في متعة البذل للمحبوب، لابد أن تفهم جوهر المحبة، بأن تضع الأنانية جانبا، وقد سر قبلك ببذل روحه من طعنوه! وقال: فزت ورب الكعبة".. فكيف بساعة من جوع..
** العبادات تفهم وتعمل وتفيد أكثر تربويا حين توضع في سياقها، وسط بقية الشعائر والفروض، وفي جو معنوي متكامل بالإيمان الصحيح والكفر بالطاغوت وفي إطار من الفقه يضبط التصرفات في الواقع، وحين يكون لك هدف رباني حقا.. فهناك يكون للصوم وجاء كامل لصد الفتن...
** تفهم المطلوب في عبادتك واعرف ربك سبحانه بأسمائه وحقيقة توحيده، لتحضر نيتك كأصفى ما يمكنك فتتحمل ولا بضيق الشيطان عليك.
**أكثر من الصوم في شعبان عملا بالسنة المطهرة.
**مع الصوم في شعبان تتهيأ نفسك لأنوار رمضان.
** الصوم عبادة جميلة!
**مع الصيام يتأهل بدنك لحمل الأمانة التي كلفت بها؛ يتأهل بالمجاهدة الأساسية، بالجوع والعطش والتبتل، فيستعد هذا البدن الخفيف المهذب للترقي والعروج؛ بعيدا عن العوز والكافيين والسكر والشبع المستمر وعلائق الدنيا وجواذبها.
**يمنحك درس الصيام قوة بعيدا عن المحرمات التي تستعبدك كذلك كالنيكوتين والأفلام ..
**مع الصوم تعد ذاتك لتتقبل نمط الحياة الأقوى والأسمى...
النمط المتوازن، المتعالي فوق الحيوانية الخالصة والمعتدل في دينه، حيث يأخذ الكتاب بقوة ولا يرغب عن المباحات في وقتها المناسب .. وهذه الصلابة والشكيمة هي النمط الواقعي؛ الشامل للمقاومة وإعمار الأرض والتمتع بالمباحات باعتدال..
**مع الصوم تتهذب نفسك، بمزيد العفاف الذي يصاحب الصائم المخلص في محاولته، وبالتأدب والمراقبة الزائدة للقلب؛ والتي تصحب الصوم الحقيقي.
** مع الصيام تتأهل نفسك لمقام التقوى؛ بمزيد من الذكر والسمو والترفع عن الطين، وبمزيد من ضبط السمع والبصر
*، مع الصيام تراك تبتعد شيئا فشيئا عن الهشاشة والعصبية وعن الخفة أمام الضغوط، فهناك مدرسة الصبر والجلد ...
* مع الصوم تتمثل الروحانية التي تدب على الأرض، وحين توقظ حس المقاومة في نفسك وتوحد مصدر الطاعة وتتجهز بزاد التصبر تتأهل لملاحم الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق