باتت الدعايات تتحكم في القلب..
هي وتوابعها من ملء التلفاز ومما يعرض على الشبكة والألعاب،
ومن الكتب التي كالألعاب!،
فكلها فكرة واحدة، صناعية تافهة، بلا عرض وبلا عمق، وبلا بناء سوى في دائرة محددة، وغير صائبة!
وبهدم مباشر! في كل ما سواها،
فينشأ ناشئ الفتيان -منا ومنهم-تافها جاهلا جهولا، ونتميز نحن بإضافة كسولا وو..
ويتحكم القلب -أيا كان حاله -في البدن والسلوك "إذا صلح القلب صلح الجسد"
ولا فرق في الأحداث بين فاعل وفاعل
وبلا شك تأتي المقادير لتردهم أحيانا، لكنها لن تعمل عمل الرواد والشعراء والأدباء والناصحين
فالحياة محل عبر، وليست محل إيقاف للتكليف والبلاء.. كالأخرة
وعلى المرء أن يعلم أنه معني بمصيره الذي سيواجهه وحده أولا، وحده بدون كل هذا الزخم المفعم والضوضاء الحقيقية والمفتعلة، وبدون اللوحات الزمنية والمشكلات والأزمات، أو بدون الفتور والموات الآكل الشارب
ويبقى القلب معطلا في أحيان كثيرة في هذه المسيرة، وأحيانا يتوهم صاحب القلب أنه يتدبر ويحب ويتأمل بل ويتبتل.. بما فيه الكفاية كما وكيفا... وهذا الوهم والعجب أسوأ من فسوق القلوب وهو يعلم عن نفسه أنه شارد..
وإذا مرقت جماعة خلف راعيها فالسبب المحوري واحد، وإن كانت الأسباب الظاهرة طبقات..
ودور الحب الأخوي هو رد القلب لوعيه قبل أن يموت مرتين.. موتتين، ثم يشقى شقاء المدى، يوقظه ليتذكر الأصول والأساسيات مرة أخرى...فلم تكن الفتنة بسبب خلل في الدقائق!
……
"ومن قضى الله في أرض منيَّته * ينخْ بها راضياً أوكارها شنفا
هي المقادير والأحكام قد سبقتْ * فضل من ظن ما يأتي به أنفَا
والغيب محتجب عنا فليس تَرَى * من خائضٍ فيه إلا جاهلاً سَرَفا
في مرية من لقاء الله ذو كذبِ * ألقى القناع مراءً فيه أو صلفا
علمٌ تفرد علام الغيوبِ به * أيقبل العقل أن يبديه منكشفا"
1430 هجرية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق