الاثنين، 23 سبتمبر 2024

علوا كبيرا...

 قال لي هل ترى مدى غدرهم ونقضهم ومماطلتهم وقسوتهم وفظائعهم ومغالطتهم، هل ترى حلم ربك علينا وعليهم، وإمهال المخطئ والمتقاعس، واستدراج الماكر الفاجر.


أنت الآن ترى آية قرآنية تتحقق، وقد أتى تأويلها واقعا ومعايشة، بعد أن كانوا أشتاتا طريدة يوما ما...


قوم هاجوا وماجوا وتمكنوا، وعادوا لسيرتهم القديمة من نكث العهد وخلف الوعد وكفرهم بآيات الله، وكأنك تقرأ معاني من سورة البقرة والإسراء وغيرها في تتالي الأخبار اليومية، وترى قتلهم الأبرياء بغير حق واستهانتهم بهم في صراعهم.


ترى قولهم الكذب في الإعلام ليل نهار، والافتراء على الله وتشبعهم بما ليس لهم، وزعمهم للمغضوب عليهم والضالين أنهم أهل الأنوار وخلاصة البشرية ومطهريها ووارثي الأرض.


هل ترى فعلا علوهم وتردد الدول أمامهم، وتشاهد كبرهم وتلونهم حتى مع حليفهم ووسيطهم وراعيهم.


ولا تنس أنك ترى كذلك من حذا حذوهم منا ومن العباد، ومن حشر نفسه معهم وقلدهم وأطاعهم، جزء تبعهم في نفس جحرهم هم توليا، وجزء استن بهم وقبع في جحره هو تشبها بتركهم لنبيهم عليه السلام واتباعا للسنن في الأمم الخالية، ثم انهال تحريفا وتبريرا وتلفيقا ونكوصا وقعودا، ونقضا للميثاق وتبريدا لكل دفقة غيرة مشروعة، وتحويلا للسياق عن أصله عقديا وعمليا... حذو القذة بالقذة.. إلا من كره وبرئ وسعى لها سعيها ومن أعذر فما عليهم من سبيل.. نسأل الله أن يعيننا  لنتوب ونصلح ونبين، وأن يفتح بيننا بالحق سبحانه وهو الفتاح العليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق