نعم قد ينجح الهواة وأنصاف المتعلمين وغير المخلصين- نظريا وبشكل عابر وسطحي لكنه مقبول- وقد يحققون ما يلام على تأخره وعلى استحالة تحقيقه الشرفاء والمتخصصون لو كانوا حبيسي النظرة المجهرية المضخمة.
أحيانا يكون الحل الركيك هو حظ المشكلة وهو قدرها وحجمها وغايتها في مناطها ووضعها…
فليس الموضوع موضوع معرفة فقط.. على أهمية وجلالة العلم ومحوريته وأهمية الإخلاص ومركزيته..
بل يلزم مع العلم حكمة وصلابة ودراية وفقه في الحفاظ على المنهاج والتوجه قبل أن يقسو القلب ويعتاد الاستثناءات، وقبل أن يحول العقل لحظة الضرورة إلى ذوبان للمرجعية الشعورية والمعرفية.
أحيانا قد تحتاج بعض المسكنات أو تحتاج حلولا عاجلة مؤقتة وجزئية للمشكلات..
لا بأس
بشرط أن يبقى الصحيح صحيحا ومعلنا وغاية وأملا ومرجعية وإلا تلاشى وضاع..
فليست هناك حلول متكاملة مثالية وجاهزة دائما، ولا هي الأصح كل مرة!
بل أحيانا تكون محاولة الحل النهائي تعسفا في استيفاء الحق.. في مقام معين!
أو تعتبر حلا خياليا وغير واقعي نسبة للإمكانات المادية والنفسية… فلن يتم،
أو تعتبر حلا غير مجد بدؤه في وقته ذاك، أو قصير الأمد نظرا للعوامل التي تحف به..
أو يعتبر حلا مناسبا لكنه استهلاك! بعيدا عن الأهم!
كون الحلول الصحيحة صحيحة في ذاتها وتفاصيلها ليس سبب عدم مناسبتها أحيانا..
بل لكونها لم تراع السياق والمآل ولم تتفرس الاستحقاق ولم تستشرف النتيجة ..
الواقع وكل واقع له حلوله وله آلياته وديناميكيته وكيفية تصحيحه
هذا لحل المشكلات السياسية والإدارية والأسرية والاجتماعية والثقافية والطبية!
فليست المشكلة نقطتين يراد توصيلهما، بل هناك عوامل وظرف محيط وسياق،
وطاقة.. وإمكانات.. وتوقعات للقابلية الفيزيائية والمعنوية وو… ورواسب تخبرك وتشف لك عما يحتمل وما يستطاع وأفق الممكن والمراد.
وليست المسألة دوما هي شأن الحل العلمي الاحترافي التام والجذري أو البيروقراطي… والذي يشبه حل المعادلات والبحث عن التفسير الأكاديمي والإداري والنفسي الصحيح- الذي ربما لا يتسع العمر له ولا ينفسح له صبر صاحب الأزمة أو رغبته—
بل ربما ينجح الحل السوقي "التجاري" أحيانا، لأن الوقت ذو قيمة عليا فوق الحدث
فقد يكفي الحل الترقيعي-العابر الجزئي- لكن بشرط أن يكون اختيارك مبناه كونك مؤمنا صاحب غاية يدخر لها ما بقي من أنفاسه وثويناته، ولست ناهبا يؤثر السلامة..
وأن تكون إنسانا ذا قلب لم تنزع منه الرحمة والأمانة والأدب والشجاعة والمسؤولية وإلا فأنت ترتع في المرعى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق