أما الشرق فهم لا يدارون تنكيلهم بنا ومسخهم لديموجرافيتنا ومحونا تماما..
وأما "الآخر" فليبراليتهم القانية محددة المخرجات فوق رؤوسنا وتعبث بهويتنا بكل جدل ومماحكة حتى نتبع ملتهم علنا جميعا أو نفنى جميعا عن بكرة أبينا.
وهناك في المجتمع نماذج دولية مصغرة كتلك، من الأشخاص الذين نعاملهم! وهذا ما يشغلني مباشرة
لكن لماذا امتحن البشر بالهجر والإعراض وبالتدافع أحيانا؟
لأنهم ليسوا في وسط مثالي دوما... لا اجتماعيا ومؤسسيا ولا عالميا ..
فالعفو المستمر في غير محله يفسد اللئام والجزارين والمستكبرين، والتمادي في المراء والجدال يزيد السفهاء والطغام..
تناقشه بالفطرة والمنطق ".. " وبالمسلمات والواجب عليه وعلى فريقه: فيدين الحقيقة وصاحب الحق دوما وأبدا ومقدما! وهو أصلا ليس غبيا بل ظلوما .. فهو يدرك وينكر..
يتجاوز البدهيات ويتجاهل الحقائق… باللف والدوران أو بالتلفيق والعمه والانتحال.
تريد أن تزجره بأن هذا عار عليه وعيب جدا ومخل بالشرف! … وهو أساسا لسان حاله ومقاله لا يرى بالقبح بأسا، بل يزدرده بكل برود ويكرر القرف، ولا يهمه رأيك بل يعبد حظ نفسه السطحي العابر.. فلا يتأثر بهذا الزجر، هذا لو أقر به أصلا.
ولا يرى مرجعية ثابتة لأي شيء، بل يجادل لتحليل أي شرك أو كفر أو محرم يقربه ولاستباحة أي قذارة يقر بها، ليثبت أنها نسبية وأن النذالة وجهة نظر والفسوق اجتهاد والمروق رؤية وو…
والحقيقة أن هذه الحيلة ليست فلسفة بل وسيلة، فلو ارتفعت القيم وارتقت لأي ظرف تراه يشمئز بشكل مطلق هنا..
لأنه يرى نسبية السقوط فقط، ويعترف بحق الانحطاط وحده، وأي حجج سيحولها لصور وأي نصوص سيأولها
وأي ثوابت أو ركائز أخلاقية مما هو خالد في الشرائع وطباع البشر اللصيقة بإنسانيتهم وفطرتهم ستراه يريد تعويمها في فروع العادات وتمييعها في تفاصيل التقاليد ليصبح في منأى عن اللوم كلما سفل وتسافل..
لهذا كان الشرع والعقل والفطرة مع تمييز المكان والزمان والإنسان.. فلا تهدر الأعمار في غير جدوى وغير محلها ولا توضع الوسائل عبثا بعد التيقن، وبهذا قامت الأرض واستحق الصبر ونزل النصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق