رغم أنهم أصيبوا بمصيبة
لم يقل:
وعز الصابرين
وواس الصابرين
بل قال: وبشر الصابرين...
إذا اختارك أن تكون من أهل بلائه فأره منك
حمدا واسترجاعا
إنا لله...
"فمِنشِئُ الخَلْقِ أولى بالخَلْق من الخَلْق وأرحم بهم منهم."
وأره سبحانه منك
تسليما وصبرا
ورضا وذكرا
فتكون كما قالوا :
"من الخاضعين لله في جميع الأحوال بخمودهم تحت سلطان التجلِّي"
"الذين لا اعتراض لهم على تقديره فيما أمضاه."
وانظر تر الله في كل شيء وتشهده مع كل شيء ويقال:
"من شهد المصائب لله صابرا يوشك أن يركب مركب الرضا، فيشهد معية الله فيغمره المعنى الجليل أن كلا من الله وبالله فيرضي، وكلاهما خير فالذي كان لله فهو صابرٌ ثابت، والذي هو بالله فقد سلم أمره وأسقط اختياره فإن أثبته ثَبَتَ، وإنْ حرَّكه تحرك، وإن سَكَّنَه سَكَن، فهو عن اختياراته فانٍ، وفي القبضة مُصْرَّفٌ."
ومن المصائب أو من تبعات المصائب
أن يذهب القوم عنك إلى من عنده الذهب.
بل وقد يقعون فيك بالغيبة وسوء الظن، وكأن البلاء يكون عقوبة فقط!
وقيل مثل ذلك في نبي الله أيوب عليه السلام، فقد اتهمه أحدهم بأنه جلب ذاك لنفسه بذنبه! ونسوا أنه من أوليائه "الذين ابتلاهم بالنعمة لِيُظْهِرَ شكرهم ، وابتلاهم بالمحنة ليظهر صبرهم"
لا تجمعن علي نفسك مصيبتين بدل المصيبة،
فلا تضمم إلى البلاء الحرمان من الأجر، بأن تسخط أو تجزع.. فتحصد تعبا ووزرا..
قالوا "استعينوا بصبركم - عند جريان أحكام الحق عليكم - لتنالوا صلاة ربكم عليكم"
{ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ } .
ويقال "استوجب الصابرون نهاية الذخر ، وعلو القدر حيث نالوا معَيَّة الله قال تعالى : { إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ".. ومن لا يقدر الله حق قدره لا يعرف قدر المعية! ولا يعي قيمتها، ولا يدرك نورها الساطع في أحلك الظروف ولا عاقبتها في نهاية المطاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق