قال الجد للحفيد بعد تلمس العتاب:
أسوأ شيء أن تزداد الضغوط والمغريات فلا تزيدها صبرا وعلما وتبتلا،
بل تلح على نفسك كي تبدل قناعاتك! لتسامح ذاتك كلما ازدادت غرقا،
يا بني: عقيدتك وأخلاقك ليست وجهة نظر!
وأسوأ شيء أن يطمس على قلبك فتصدق ذلك فتتبدد الثوابت وينحرف بصرك وتفقد بصيرتك ..
فتفيق بعد الخسران وفوات الأوان..
يا ولدي لقد عانيت حقا، لكني كنت أشتري كرامتي ببذل مالي، فقد أردت ما أردت وأنا عنه راض ولتبعته حزين متحمل متقبل ولو عدت ما بدلت سوى خطاياي ..
يا بني لقد سرت أدخر طاقتي لغايتي، ولم أحب المظاهر وتفاهتها، ولا عرض الدنيا وسفهه.. وما فقدته منه فلأني كنت أشتري وقتي بمالي؛ فلدي رسالة أريد حملها وتوصيلها ومنحها عمري، وأريد أن تكون قضيتي وفكرتي هي شأني الذي أصلح له، ولا شأن لي بغيره، فأفرغ له وأنصب..
إلا كمستظل تحت ظل شجرة أو من اغترف غرفة بيده ..
وأريد أن أكون أول من يعمل بما يقول وينتصح بما يوصي به ...
يا ولدي أنا بشر ذو اختيار ولدي أمانة أومن بها وأريد أن أؤديها، وقدرات وواجبات لا يحملها غيري....
نعم أمقت التقتير وأحتقره ولكني أحب تقشف الأبطال! وأمجد خشونة الرجال! وقلة تكلفهم.. وهي عندي قمة النزاهة، إلا إن عطلت وأتعبت وأعاقت، وأدخر مالي للفقير حقا لا منة.. فإن تعلمت ذلك مني وسألت لي الآخلاص فلعلك تقلل عتبك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق