بقي لجنيف أن تقول للسوريين صراحة في المينو: هذا فصيل يؤكل على البارد، وهذا يستوي بهدوء ليتشقلب، وهذا مقلي، وهذا وجبة سريعة... الوحيد الكاسب حقا هو من تحول بشرعنتهم الرخيصة من مجرم حرب لشريك سلام، لقاء هباء منثور... هو طرف معتد مؤسسي وشعبي، بدولته العميقة والتحتية وشبكاته وحواضنه... كل هذا تم اختزاله في بدن صعلوك، وعمل مزاد عليه ليكون بيعه مكسبا وكأنه هو وحده الذي حرق نصف مليون وشرد عشرة ملايين وهدم محافظات، هذا دنيويا بمعايير المادة، وبقيت العلمنة هي الإطار التفسيري للإسلام في الدساتير القادمة...على أية حال فالصورة لا يكملها سوى ولادة جيل نوعي، والمسألة بالكيف لا الكم، وبالتأثير لا الحجم، وهو الجيل الذي ولد مراهقا تجاوزا الطفولة على الأقل، وهو أكثر استقلالية وإدراكا من جيلي استعادة الشكل والشحاذة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق