ناجوه تعالى وهاجروا فيه وإليه، وهم يستشعرون قربه ومعيته ووده لأوليائه العاملين، هم في تصبر ونبل وتمسك، وغربة لا يرغبون عنها بدلا، لعلمهم بباطنها وعاقبتها.
يمدهم ربهم بقوة متجددة لا يوهنها حزن ولا دمع يثابون عليه ويغسل قلوبهم، ويلهمهم مولاهم طيب القول في كل مقام.
تخالط صدورهم بشاشة إيمان وروعة يقين وبصيرة تريهم ما لا يراه الناس، ويخفق بصدورهم رقي قرآني فردوسي يطيب بلاءهم لو كان مرا، ويعينهم على حسن الاختيار والشكر وعدم البغي لو كان بلاؤهم غنى ووفرة واختيارا ورغبة.
خلوتهم لذة تبتل واعتراف بفضله سبحانه، فتراهم مستقلين عملهم لعلمهم به تعالى، كل على قدره. يمسون بعد جهد وكد في راحة ورجاء وبرد كبد، وتحت سماء علوية غير سقوف القوم في مرابعهم.
يجالدون أنداد الأرض الزائفين، ويبذلون أنفس الأعمار ويتحملون سهام قربى وأبعدين، ومع ذلك تراهم خاشعين خاضعين وجلين، متقربين غير معجبين بعملهم، يصبحون دائمين دائبين في سعيهم وتمايزهم وفرقانهم بين الحق والباطل، ولا يكتفون من علم وخير ومحاسبة للنفس وللمجموع والذات الجمعية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق