كل كائن يسبح بلغته، وكل منهم ساجد بحالته.. كل يقدس وتتجلى لك فيه بعض آثار الصفات العلية لو تدبرت.
كل عاقل - غير آبق ولا غافل- يذكر الكريم الوهاب بالثناء، ويقر بالعبودية ويمتثل- لو كان لسانه صادقا - لأمر القيوم الرزاق العليم.
في التسبيح إجلال ورضا بالله، وفيه تسليم بكل ما يحكم في قضائه وتقديره وتدبيره وفي تشريعه ومنهاجه واستخلافه.
التسبيح من السبح، أي تعالى الله وبعد وصفه عن كل نقص، وعن مشابهة الخلق، وتنزه وتقدس سبحانه فوق ما يقال، وهو أجمل من أعلى خيال، وفوق أعظم مثال يحده العقل بعلمه القليل، وعظم حقه سبحانه عما يصفون وعما يشركون وعما يفعلون، ولا يقوم بحقه أحد ولا يحصي نعمه ولا شكرها أحد..
التسبيح نور للباطن والظاهر بذكر التعظيم والتمجيد للخلاق، فلا شيء مثله ولا نقص يلحقه ولا شريك له.
التسبيح قوة نفسية وبدنية، فيه سجود قلب تبرأ مما سواه سبحانه وأقبل على مولاه وتولاه ولم يلتفت ولم يتردد.. حسب قدر العلم وصحة النية واجتهاد العامل واجتنابه المناهي فالإحسان جزاء المحسنين.
التسبيح للنفس نور ونقاء، وحث على الصفاء، وعلى السمع والطاعة الانقياد، وتربية للقلب على طلب القبول وتأدب متواصل.. التسبيح سمو حال ومقال بذكر الحق، وإبعاد لحقه فوق قمة التنزيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق