ولا تتبع الهوى:
قالوا:
لم يقل "هواك"
رغم أنه مقصود, لأن هذا النهي الشامل "الهوى"
كل الهوى
وأي هوى
يعم كل ما هو هوى بشكل أتم وأوقع...
قال ابن عاشور:
"سواء كان
هوى المخاطب مباشرة أو هوى غيره مثل هوى زوجه وولده وسيده، وصديقه، أو هوى الجمهور: قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم
تجهلون "
والنهي عن اتباع الهوى إيقاظ:
ليحذر من جراء الهوى ويتهم هوى نفسه ويتعقبه فلا
ينقاد إليه إلا بعد التأمل والتثبت، وقد قال سهل بن حنيف - رضي الله عنه - : " اتهموا الرأي " ، ذلك أن هوى
النفس يكون في الأمور السهلة عليها الرائقة عندها.."
انتهى
**
هناك هوى جسماني
وهوى نفساني
وقد يكون الهوى ظاهره
دينيا، مثل حب الظهور بمظهر العلم والفضل والصلاح، وهو من الرياء
أو حب الرضا عن
النفس بأنها وصلت للكمالات والتعاطف معها ومسامحتها والتجاوز عنها، رغم تثاقلها
وقعودها عن الأصول، أو رغم أنها تخلفت ولم تخط خطى الواجبات التي ثقلت عليها، ومعلوم
أن جوهر العبودية هو التسليم وعدم الاختيار
**يكون الهوى لداعي
الشهوة المعنوية أو الشهوة البدنية، أو لداعي الغضب وحظ النفس.
** الدرس: "لا
تمل مع ما تشتهي إذا خالف الحق".
من أزياء الهوى ودرجاته:
أولا
يقول الله
سبحانه وتعالى:
{ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين }
ويقول تعالى:
"ولا تتبع
الهوى"
الشيطان له
أساليب متعددة، ولهذا وصانا الله تعالى باتخاذه عدوا، ليتم تنبهنا واحتياطنا منه، فمداخل
الشيطان وخطواته التي يستدرج بها ابن آدم كثيرة
والحيل
والألاعيب قد تبدو في ظاهرها أنها طاعة لله في أول الأمر...
ويصور الشيطان أنها في مصلحة الإنسان كما أقسم
لأبينا آدم عليه السلام.
لكن عقل الإنسان
وفطرته وضميره غير الملوث والميزان الديني العلمي كلها أمور تخبره بجوهر الشيء
وحقيقته ونتيجته! حتى لو بدا أنه طاعة في أوله أو في مظهره...
ومراحل فتنة
الشيطان -مختصرة من كلام العلماء- هي
1-
أن يحاول إغواء الإنسان بالكفر أو
بالشرك
فإن ففشل
2-فبالبدعة
والاختراع في الدين
فإن فشل
3-فبالكبائر
ثم
4- يغريه بالأقل
في الحرمة
ثم إن وجده
بعيدا عن ذلك
شغله
5-بالزيادة في
المباحات
والإسراف في
الحلال، لتضيع طاقته ويتبدد وقته،
كالاطلاع غير
المثمر أو النوم أو الترفيه مما لا بأس به أحيانا، فلا ينشغل عندئذ بمعالي الأمور
وعظائمها، ولا بالأولويات، أو أوجب الواجبات، ولا أهم ما يطلب منه، بل يختار ما
يروق له.
6- ثم إن عجز
شغله بالأقل في الفضل، والأقل في الخير لكي يقلل أجره وثوابه، كالعمل بالمفضول عما هو أفضل منه
**كمن
ينشغل بعمل صالح ولكنه يشغله عما هو أحسن منه.
مثل المسارعة الى نوافل
الخيرات والتكاسل عن الواجبات، التي ربما تثقل على النفس وتشق عليها،
أو لا يكون
للنفس حظ فيها من الرغبة والميل والظهور، أو لا يكون للنفس فيها حظ من الرضا عن
النفس ومدحها ورؤية ثمرة تهواها لتنال صدارة دينية.
قالوا "الهوى
لا يتمثل بالضرورة في ارتكاب المخالفات والذنوب الظاهرة والتورط في المناهي"
**قد يغلف
الشيطان الهوى في غطاء من الطاعات لكي يصل بمتبع الهوى إلى الضلال، بأن يسامح نفسه
في كل خطأ وكل خطوة للفتنة من أجل نتيجة معينة بدون ضوابط مرعية
** قد يستمر في علاقات
محرمة على مستويات يبررها لنفسه بداعي الهوى داخله
**من يستمر في أعمال
محرمة يفعلها ليصل لما يظنه فعلا نبيلا بدون أي ضوابط فقهية للضرورة والرخصة
والإكراه وحدود الفارق بين ذلك وبين التنازلات والتبديل والافتتان.
**من يتأنق في
مظهره وإحسانه في بعض التفاصيل المطلوبة ولكنه يضيع أهم مواقفه في العبودية واتباع
الحق أو في بر والديه أو أداء الأمانات وطلب العلم النافع وإقامة الدين وترك
الكبائر فهذا مخوف عليه من ذلك.
نسأل الله
السلامة
_________________
_____
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق