"لا جرم أن القرآن سر السماء فهو نور الله في أفق الدنيا حتى تزول.. ومعنى الخلود في دولة الأرض إلى أن تدول"
"ولقد أراد الله أن لا تضعف قوة هذا الكتاب وأن لا يكون في أمره على تقادم الزمن خضع أو تطامن فجاءت هذه القوة فيه بأسبابها المختلفة على مقدار ما أراده"
وهل رأوا إلا كلاماً تضيء ألفاظه كالمصابيح فعصفوا عليه بأفواههم كما تعصف الريح يريدون أن يطفئوا نور الله !
وأين سراج النجم من نفخة ترتفع إليه كأنما تذهب تطفيه، ونور القمر من كف يحسب صاحبها أنها في حجمه فيرفعها كأنما يخفيه..
ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة , وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة
تذكر الدنيا فمنها عمادها ونظامها
وتصف الآخرة فمنها جنتها وصرامها
ومتى وعدت من كرم الله جعلت الثغور تضحك في وجوه الغيوب وان أوعدت بعذاب الله جعلت الألسنة ترعد من حمى القلوب
ومعانٍ بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان ونور تبصر به مرآة الإيمان و وجه الأمان … وبينا هي ترف بندى الحياة على زهرة الضمير، و تخلق في أوراقها من معاني العبرة معنى العبير تهب عليها بأنفاس الرحمة فتنم بسر هذا العالم الصغير ..
"ثم بينما هي تتساقط من الأفواه تتساقط الدموع من الأجفان، و تدع القلب من الخشوع كأنه جنازة ينوح عليها اللسان، وتمثل للمذنب حقيقة الإنسانية حتى يظن انه صنف آخر من الإنسان."
الرافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق