النهار لا يحتاج إلى دليل.
التوازن والعدل يضبطان الرحمة بالحزم.
حيل السياسة ليست مرادفة للعهر ولا النفاق،
فالإيحاء بمخالفات عملية يختلف عن الانحراف والوضاعة وعن
والازدواجية الأدبية، فهذه الأخيرة مجرد خسة قذرة يتقنها أي كيان مبتذل، ويأكل أبناؤها بعضهم عندما تحين الفرص، ولا يوثق بهم أبدا كنموذج لبشر.
ليس كل شيء نسبيا!
في عالم الدنيا لا يلزم الكمال دوما، وإلا ما كان هناك كثير سعي، فهناك آثار جانبية لكل دواء تقريبا.
احرص على أن تحب العلم وتحترمه لكيلا تكون نقطة
سوداء أبدية.
الجهل الحقيقي ليس فقدان العلم فقط، بل فقدان الحرص على نور المعرفة
وعلى النية الطيبة والإنصاف!
كما أن للعلم بصمة
وللنفس التواقة بصمة
وللتألق والإبداع بصمة - تجدها مثلا فيما كتبه الخليل
والشافعي والشاطبي وابن القيم وابن الهيثم-
فللجهل -للأسف- بصمة أخرى قبيحة..
ينتقل الجهول بمذهب الجهل في كل نتاجه وآرائه، فتجد العوار
والنقص والمشاكسة، وربما المرض والتناقض..
ينتقل الحانق مبرمجا بجهله المزمن من مكان لآخر، وعبر المجالات
هذا الجهل المعني ليس شيئا سلبيا عدميا دائما، بل ربما تجد له ماهية تختلف عن الفراغ..
فتجد بصمة الجهل وتخلفاته وعقدة النقص والانحطاط والتحيز
والشعور بالدونية نتيجة الهزيمة النفسية لا المادية..
وتجد الأثرة والاستغناء عن العلم وعن الهدى أحيانا،
وربما التعصب المسبق الأبدي للهلام الأسود الذي يسميه رأيا..
أعطاني أحد الأحباب شيئا من تكنولوجيا التعريب لأبدي رأيي
..أحد منتجات التقنية، ويفترض أنه معرب!
لكن للأسف وجدت تعريبه يدل على جهل المعرب العربي
بلغته هو، لا جهله بلغة الأجنبي فقط..
مستعرب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. ثم: هؤلاء يلفظونه مهما تحنن.
وكان ثمة عوار فادح، لأن هذا المنتج بالذات يستلزم لغة سليمة!
ويعجب الأجنبي من شخص خؤون لا يعرف قيمة لغته وأثرها على
أدائه وضبط عقله وانطباع غيره، ويزدري كل شيء كأنه يعلم كل شيء، ثم يجلس ليتلقى في أذنيه وعينيه من أتفه من يملى عليهم لغسل دماغه ظانا أنه مصفح، ويتصاغر أمام أحط المناهج التي لا يصح أن تسمى مناهج، ويستعلي عن مخالفات معتبرة برعونة منقطعة النظير ..
وهذا له صلة ببصمة الجهل السابقة، وبوعاء الحضارة السطحية وقشور المعرفة التي
يظن صاحبها أنه حاز شيئا، وهو يجهل لب المسألة ويقتدي برؤوس جهال يقدسهم دون أدوات، ويردد ما يلقن، ويخوض سجالات مفروضة كجنرالات الشوارع، ومذهبه معاندة العلم والتعليم، ثم تلقف القصاصات للأبد وعدم التعلم من الدروس والعبر...ويكرر ويجتر ذات المسار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق