"مع الاعتذار لأبي فراس على قول العلامة ابن القيم أو لرابعة رحمها الله .."
"ليت الذي بيني وبينك عامر...وبيني وبين العالمين خراب.."
ليت الذي بيني وبينك عامر...وفيك لا أبالي، بفضلك وهداك وعزتك وجلالك... وعهدي لنبيك صلى الله عليه وسلم، وفيك لا أحسب حسابا، فقد علمتني كيف أبصر وكيف أحسب، وربيتني وقويتني، ولم تتركني رغم عجري وبجري، أنت عودتني: لم أكن بدعائك رب شقيا..
فيك لا أبالي، كما كان جدنا سعد لا يبالي، كما كان البراء لا يبالي، كما كان المقداد لا يبالي... رضيت عن أصحاب نبيك فارض عني وأعني، وألحقني بهم برحمتك..
------------
"فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فتلا القرآن ، ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام، ثم قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم .
فأخذ البراء بن معرور بيده،
ثم قال :
نعم ، والذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله ، فنحن والله أبناء الحروب ، وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر )
سيرة ابن هشام رحمه الله تعالى
وفي موقف ثان يندر تكرره في التاريخ صدقا وبسالة وبركة! في سائر كتب السيرة العطرة المنيرة:
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ:
إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لَأَخَضْنَاهَا ، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا
وفي رواية :
آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ ، وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ ، وَأَعْطَيْنَاكَ عَلَى ذَلِكَ عُهُودَنَا وَمَوَاثِيقَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، فَامْضِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَا أَرَدْتَ فَنَحْنُ مَعَكَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوِ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا الْبَحْرَ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ ، مَا تَخَلَّفَ مِنَّا وَاحِدٌ، وَمَا نَكْرَهُ أَنْ نَلْقَى عَدُوَّنَا غَدًا ، إِنَّا لَصُبُرٌ عِنْدَ الْحَرْبِ ، صُدُقٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ يُرِيكَ مِنَّا مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ ، فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ
وقال المقداد رضي الله عنه- رواه الإمام الطبري وغيره:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ:
" لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبُهُ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ . كَانَ رَجُلًا فَارِسًا ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا غَضِبَ احْمَارَّتْ وَجْنَتَاهُ، فَأَتَاهُ الْمِقْدَادُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَوَاللَّهِ لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى : فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ سورة المائدة آية 24 ، وَلَكِنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَنَكُونَنَّ مِنْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ ، وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ ، أَوْ يَفْتَحُ اللَّهُ لَكَ...
نعم الولاء الذي اقتضي البراء بطبعه من النبلاء الذين كانت كلمتهم واحدة وعهدهم واحد..
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق