أعتقد أنه يمكن لطالب العلم دراسة المسائل واحدة تلو أخرى، ليقارن بين حقيقة علم السلف من مصادره النقية وبين التلفيق والاجتزاء الذي يلبس ثوب الدليل ككل المبتدعة الذين تكلم عنهم صاحب كتاب "الفرق بين الفرق" ، مثلا ، أو يمكن لطالب العلم دراسة باب مستقل كباب الردة، بالمذاهب الأربعة، وإن كنت أفضل لطالب العلم خيارا سابقا على هذا، وهو دراسة علم الأصول أولا، ليدرك منهج التلقي والاستدلال، قبل أن يتعرض للشبهات والخلافات، فنحن لن ننهي خلاف الفرق الداخلة في الاثنتين وسبعين فرقة أو الخارجة عنها دون خلفية أصولية وخلفية عقدية سليمة ومتينة، وهذا لكوننا في زمان يعج بالفتن فوجوب العلم ألزم وأشد، وبالطبع لن يسهل طرح الأمر في تعقيب موجز ، إلا من باب ذكر النتيجة المكتوبة أعلاه، فهذا ليس خلاف تنوع مقبول كما هو واضح، بل هو خلاف تضاد ظاهرا وباطنا ومآلا ، والمسافة بعيدة بين فهم الطرفين للإسلام، ومن كان يتبع هذه الطائفة التي ترى للطواغيت التي وكلها الغرب للحكم إسلاما ظاهرا حكما أو حدا أو حقيقة فنقول له بينك وبين فهم الحقيقة الكونية غيمة سوداء، وهؤلاء السفاحون والأفاكون دمى للاستعمار الصهيوصليبيي، وهم كمسيلمة الكذاب سواء بسواء، ولا نقول لهم إلا "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" وما أومن به عامة أن يدرس المرء عقيدته من كتاب ربه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكتب القرون الفاضلة، بقبس من علم الأصول كما ذكرت، ثم يهتم بشروح الحديث المعتمدة العتيقة الخالدة وأمهات التفسير، كل هذا قبل أن ينظر للواقع لتقييمه، وقبل أن يقارن المناهج ويتعلم الفرق القديمة وامتدادتها الحديثة، ويبتهل إلى الله تعالى أن يبصره ويهديه، ونحن معه وقبله في رجاء الهداية والبصيرة وألا تقعد بنا همتنا عن التعلم أو تحجبنا ذنوبنا عن الفهم أو يزلنا الشيطان عن العمل بالعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق