"قال تعالى: "ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون" . .
... وإلى هذه المغفرة وهذه الرحمة يكل الله المؤمنين . .
إنه لا يكلهم - في هذا المقام - إلى أمجاد شخصية ولا إلى اعتبارات بشرية .
إنما يكلهم إلى ما عند الله ، ويعلق قلوبهم برحمة الله .
وهي خير مما يجمع الناس على الإطلاق .
وخير مما تتعلق به القلوب من أعراض . .
وكلهم مرجوعون إلى الله محشورون إليه على كل حال .
ماتوا على فراشهم أو ماتوا وهم يضربون في الأرض .
أو قتلوا وهم يجاهدون في الميدان . فما لهم مرجع سوى هذا المرجع ;
وما لهم مصير سوى هذا المصير . .
والتفاوت إذن إنما يكون في العمل والنية وفي الاتجاه والاهتمام . .
أما النهاية فواحدة : موت أو قتل في الموعد المحتوم والأجل المقسوم .
ورجعة إلى الله وحشر في يوم الجمع والحشر . .
ومغفرة من الله ورحمة أو غضب من الله وعذاب . .
فأحمق الحمقى من يختار لنفسه المصير البائس . وهو ميت على كل حال!
"الهزيمة الروحية أن يركن صاحب العقيدة إلى أعداء عقيدته ، وأن يستمع إلى وسوستهم"
"صاحب العقيدة مدرك لسنن الله متعرف إلى مشيئة الله مطمئن إلى قدر الله .
... لا يتلقى الضراء بالجزع ولا يتلقى السراء بالزهو ولا تطير نفسه لهذه أو لتلك"
" الذي يفرغ قلبه من العقيدة في الله على هذه الصورة المستقيمة
فهو أبداً مستطار أبداً في قلق!
أبداً في « لو » و « لولا » و « يا ليت » و « وا أسفاه »!
"لو كانوا يدركون العلة الحقيقية وهي استيفاء الأجل ونداء المضجع وقدر الله وسنته في الموت والحياة ما تحسروا .
ولتلقوا الابتلاء صابرين"
"عنده الجزاء وعنده العوض عن خبرة وعن علم وعن بصر :
{ والله بما تعملون بصير . . } . ."
......انتهى من الظلال"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق