إذا تأملت فاتحة سورة الروم علمت أن أهل الباطل ليسوا سواء؛ لا في مقدار ضلالتهم الفكرية والروحية، ولا في مقدار ضررهم ومنابذتهم العملية
وهذا التفريق له قيمة معنوية ومادية، يتعامل بها المؤمنون
بل إن من أهل الباطل من له العداوة أبدا أو مؤقتا، ومنهم من له البر والقسط والتألف والمن
فكما أن أهل الحق درجات فأهل الباطل كذلك؛ منهم موادعون، ومنهم حلفاء، ومنهم من هو أقل شرا وضررا وأذى... منهم تائهون مغيبون، ومنهم جاحدون معاندون
بقدر استفادتك من علمك وتواضعك لربك الهادي يكون فهمك ورقيك ووعيك واستيعابك وتحرزك
وتكون جزالتك ووضوحك الأبيض الناصع غير المنفر ولا الفظ ولا المتعالي أو المستهتر أو القاسي
ويكون أدبك وإنزالك للناس منازلهم
ويكون إشفاقك وتقديرك لعواقب الحروف والأمور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق